اكدت مصادر في عشيرة آل جعفر أن الثأر الذي اودى بحياة الجندي في استخبارات الجيش اللبناني علي القاق في أحد شوارع دمشق ظهر أول من امس، نفذ بعدما تم التثبت من هوية مطلق النار على ابنهم هادي محمد جعفر البالغ من العمر 19 عاماً، الذي قتل عند حاجز لمخابرات الجيش على طريق بلدته القصر في قضاء الهرمل في أيلول الماضي، ومراقبة حركة مناقلاته العسكرية، مع توافر معلومات عن نيته السفر إلى تركيا عبر سوريا.

ورفضت المصادر إعطاء تفاصيل حول كيفية حصول عملية "الثأر"، إلا أن تسجيلاً صوتياً أشار إلى أن "الوحدة الأمنية للشهيد هادي جعفر" هي التي نفذت عملية "الاقتصاص" من القاق.

الى ذلك أفادت معلومات أمنية أن القاق توجه بموجب مأذونية رسمية مدتها 48 ساعة (تبدأ من السادسة من صباح الإثنين تاريخ 26 الجاري وتنتهي صباح اليوم في 28 كانون الأول)، بقصد زيارة السيدة زينب برفقة والدته وشقيقته. وبعد أن ترك عائلته في سوق الحميدية وتوجه إلى المقام بسيارة تاكسي، يرجّح أنه لاحظ حركة مريبة بسيارتين من نوع جيب، الأمر الذي دفعه إلى الترجل من التاكسي والفرار في اتجاه أحد الشوارع، حيث لاحقه المسلحون وأطلقوا عليه النار من أسلحة حربية.


ونقل عن مصادر آل جعفر تأكيدها أن الجريمة "ثأرية" وحصلت نتيجة "تراخي" قيادة الجيش في الإيفاء بالعهد الذي قطعته بمحاسبة مطلقي النار على ابنهم، وإنزال أشد العقوبات بحقهم، "ولكن يبدو أنها نسيت دم ابننا هادي نتيجة ضغوطات أو محسوبيات، الأمر الذي دفع الشباب للاقتصاص من القاتل نفسه".

وأشارت مصادر أمنية إلى أن مقتل الشاب هادي جعفر كان عن "طريق الخطأ"، بعد أن كانت الدورية نفسها تعرضت لإطلاق نار من أحد المطلوبين. وتجدر الإشارة إلى أن رئيس فرع مخابرات البقاع العقيد علي عواركه كان قد زار منزل محمد جعفر، والد هادي، في أيلول الماضي، وأكدت العشيرة حينها "حرصها على المؤسسة العسكرية وثقتها بها، وأن العشيرة تحت سقف القانون وتحترم المؤسسة العسكرية، على أن يتم إجراء تحقيق شفاف يعاقب بنتيجته مرتكبو جريمة قتل هادي جعفر".