هنأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اللبنانيين مقيمين ومنتشرين بحلول عيد الميلاد المجيد وبتشكيل الحكومة اللبنانية، متمنيا لـ"العهد الجديد النجاح في مواجهة التحديات الكبيرة والمتفاقمة وفي طليعتها استكمال الوحدة والمصالحة الوطنية وتسريع صدور قانون انتخابات يضمن التوازن في التمثيل ومحاربة الفساد المستشري في المؤسسات العامة والمباشرة في معالجة الازمة الاقتصادية والاجتماعية رحمة بالمواطنين الذي تآكلهم الفقر".
وخلال توجيهه رسالة عيد الميلاد، لفت الراعي الى أن "كل هذه التحديات بالاضافة إلى غرق البلاد بالنازحين السوريين الذي يهددون بالخطر الامن الداخلي، هذه التحديات تصيب العائلة الصغيرة والوطنية وكم يؤلمنا ان تأتي هذه الذكرة ومعظم عائلاتنا في مشاكل اقتصادية ومعيشية وفي حالة تفكك للرباط الزوجي بداعي جفاف الحب والامانة واللجوء المفرط إلى الطلاق وابطال الزواج وفي حالة الضرر الذي يصيب الاولاد"، مشيرا الى "أننا نحمل في صلاتنا العائلات المنكوبة من جراء الحروب والارهاب وكان آخرها في مصر والكرك وبرلين ونعلن تضامننا معهم".
وأعرب عن شكره لـ"المؤسسات والهيئات التي تعنى بالتعويض عن الدفء المفقود"، مشددا على أنه "علينا ان نضاعف جهودنا في توجيه عملنا الراعوي إلى حماية العائلة وتعزيزها ومساعدتها فإن خيرها مصيري فالعائلة هي الخلية الحية للمجتمع والمدرسة الطبيعية الأولى المربية على القيم الاجتماعية والاخلاقية".
وأشار الراعي الى أن "الارشاد الرسولي الذي اصدره البابا فرنسيس هو لبنان خير دليل في عملنا الراعوي والتربية والاجتماعي المشترك"، مضيفا: "أعاد ابن الله الزواج والعائلة إلى حالتهما الاصلية على مثال الثالوت وأعلن للعالم انجيل العائلة الذي تحمله الكنيسة".
ودعا الى أن "تكون مطرانياتنا واديارنا ومؤسساتنا المذود الجديد حيث تجد العائلة ذاتها وفرحها"، مناشدا الدولة اللبنانية لأن "تحمل هم كل عائلة لبنانية وتعيد للعمل السياسي أصالته، في التشريع والاجراء وفي الاقتصاد وفي المعيشة والتربية وفرص العمل ونطالب الدولة مساعدة عائلاتنا في مواجهة حاجاتها لتأمين العلم والاستشفاء ونطالبها الإيفاء بمتوجباتها المالية تجاه مؤسسات الكنيسة ومثيلاتها التي تعنى بخدمة العائلة من مراكز مجانية فالدولة المسؤولة أصلا عن اقامة مثل هذه المؤسسات".
كما ناشد الراعي "الاسرتين الدولية والعربية وضع حد للارهاب والتطرف والحروب الجارية التي تفتك بالعائلة قتلا وتهجيرا وتشريدا"، مطالبا الامم المتحدة ومجلس الامن "العمل الجدي على إيجاد حلول سياسية للحروب والنزاعات تهدف إلى احلال سلام عادل وشامل ودائم واعادة جميل اللاجئين والمخطوفين والمبعدين إلى اوطانهم وممتلكاتهم وحماية حقوقهم وكرامتهم"، معتبرا أنه "إذا تم كل ذلك يمكننا ان نفرح بعيد ميلاد المسيح ونرجو ان تكون سنة 2017 سنة استقرار وسلام للجميع".