على عكس غالبيّة الموقوفين بقضايا إرهاب، يقرّ عيسى عوض أمام المحكمة العسكريّة أنّه التحق بتنظيم الدولة الإسلاميّة "داعش" يوم كان في الخامسة عشر من عمره وينفي مشاركته في معارك عرسال والأسواق في طرابلس مؤكّداً أنّه لا يجيد استخدام السلاح.

المتهم بـ"تحريض الشبّان على الإلتحاق بـ"داعش" ابن عمّة عمر وبلال ميقاتي (خاله أحمد سليم ميقاتي) والذي اعترف في التحقيقات الأوليّة، أنّه التحق بمجموعة نبيل سكاف، وتكليفه بتنفيذ عملية انتحاريّة ضد الجيش، أنكر إفادته السابقة مشيراً إلى أنّ المحقق هو من أجبره على الإعتراف بذلك.

وأكدّ الشاب أنّه في تلك الفترة كان في الخامسة عشر من عمره وانّه لو ارتكب جرماً لما كلّف المحامية جوسلين الراعي للدفاع عنه قبل أن يقوم بتسليم نفسه، نافياً أن يكون رافق بلال ميقاتي وعبد الرحمن البازرباشي على دراجته النارية لقتل عنصر المخابرات "زياد.م" ولمّا لم يوفّقوا قرّروا قتل أيّ عسكري آخر، شارحاً أنّه يومها حضر إلى محطة المحروقات، حيث يجلس عادة، قريبه "بلال" ومعه البازرباشي واستعارا منه دراجته دون أن يُرافقهما أو يعرف الغرض من استعارتها ليسمع بعد أن أعاداها عن مقتل أحد العسكريين.

وفيما يتعلّق بذهابه إلى عرسال فأفاد أنّه توجّه مع "بلال" إلى هناك، نافيا أن يكون قد انتقل مع "محمّد السوري" إلى إحدى التلال المشرفة على مراكز الجيش وهي "عقدة المبيضة" وإطلاقه النار قنصاً من "بيك أب" تجاه العسكريين.

الموقوف الثاني في الدعوى عمر الدهيبي (حكم عليه بالسجن المؤبد قبل أن يتم توقيفه) فاعترف أنّه سافر إلى سوريا والتحق بـ"داعش" بعدما ظنّ أنّ عمله سيكون إنسانيّاً، وأوضح: "سرعان ما اكتشفت أنّني التحقت بمجموعة مجرمين يقتلون العالم بإسم الدين. هناك سمعت بدين جديد لم أعرفه من قبل. طلبوا منّي المبايعة فرفضت وطلبت العودة إلى لبنان، فضربوني وعذّبوني ثمّ نقلوني إلى دير الزور وصادروا جواز سفري. حاولت التحجّج بمرض أمي لأعود إلى بلدي لكنّهم رفضوا طلبي، فسكتت بضعة أيام ثمّ أقنعتهم أنّ عندي شقّة في لبنان سوف أبيعها وأحضر ثمنها وأعطهم المال، فوافقوا على أساس أن أدخل تركيا لإجراء معاملات البيع وبعدما وصلتها سافرت إلى إفريقيا لفترة ولمّا علمت أنني مطلوب للسلطات اللبنانية اشتريت تذكرة سفر وعدت إلى لبنان حيث أوقفوني في المطار ومن يومها وأنا أقبع في سجن رومية".

وبسؤال المتهم عن الجهة التي أقنعته بالإلتحاق بـ"داعش" قال: "جوّ الشمال كما تعلمون كان يؤيد الثورة السوريّة وأنا لم أكن أنوي الإلتحاق بالتنظيم بل بالثورة لكني اكتشفت أنّهم يكفّرون كل من يخرج عن نطاق "دولتهم"، فأنا عندما تركتهم صرت كافراً مرتدّاً".

وخلص المتهم إلى طلب الرحمة والشفقة والعودة إلى دراسته الجامعية وتوجّه إلى رئيس المحكمة العميد حسين عبدالله قائلًا: "كنت أدرس الهندسة المدنية السنة الرابعة، دمّرت حياتي بتصرّفي لذا أرجو أن ترأف بي".

ومساء، انزلت "العسكرية" حكمها على الدهيبي فقضت بسجنه مدة 3 سنوات، فيما احالت ملف عوض على محكمة الاحداث لعلة القصر.