زارت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على المخيمات برئاسة قائد الامن الوطني الفلسطيني صبحي ابو عرب، منسقية "تيار المستقبل" في صيدا والجنوب وعقدت اجتماعا مع الامين العام لـ"التيار" احمد الحريري والمنسق العام للجنوب الدكتور ناصر حمود واعضاء المنسقية في مقرها في عمارة المقاصد.
 
وجرى بحث في "اوضاع المخيمات ولا سيما مخيم عين الحلوة وبناء الجدار حوله والخطة الامنية التي تقوم اللجنة باعدادها لرفعها الى السلطات اللبنانية"، حيث اطلع الوفد الحريري على "الجهود المبذولة في هذا الاطار".
 
وعرض الحريري "مسار العلاقات اللّبنانية - الفلسطينية ومحاولات تفجيرها التي بدأت منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، وقال: لا شك ان ما حصل في مخيم نهر البارد كان مخططا ان يحصل في عين الحلوة لكن التنسيق بين السياسيين اللبنانيين والاخوة الفلسطينيين جنب المخيم هذا المخطط. ونحن بصراحة العلاقة مع الفلسطينيين كانت ممنوعة علينا قبل اغتيال الرئيس الشهيد، وكان لها مدخل واحد في البلد في ظل التركيبة السياسية التي كانت موجودة ولكن عندما ظهر فيديو "ابو عدس" بعد اغتيال الرئيس الشهيد، استشعرنا حجم الخطر وان هناك محاولة لزج الوجود الفلسطيني في لبنان وبدأنا منذ تلك اللحظة العمل وصولا الى تشكيل لجنة الحوار المدنية اللبنانية - الفلسطينية لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين والفلسطينيين، بالاضافة الى كل واردة وشاردة داخل المخيم، على رغم كل الاتهامات التي وجهت الينا عبر هذه العلاقة، ولكن اغلقنا آذاننا لان الهدف الاساسي كان بالنسبة الينا ان يبقى المخيم هادئا لانه مدخل الجنوب وهو داخل مدينة صيدا وجزء من نسيجها. وبالنتيجة هذا التشبيك الذي حصل بين القيادة السياسية في المدينة والقيادة الفلسطينية على صعيد لبنان والمدينة والمخيم ساعد على تخفيف الاحتقان، ونقل قضية المخيم من قضية امنية بحتة الى قضية سياسية انسانية".
 
أضاف: "ادانتنا مبدئية لموضوع الجدار وليست قصة امن او خطورة معينة، بل هو مرفوض بالمبدأ وبالعقل وبالمنطق والانسانية، وفي القرن الحادي والعشرين ولا يمكن التعامل بهذه الطريقة مع الاخوة الفلسطينيين. فالامن اليوم يجب ان يكون له اهتمامات اخرى، هناك لاجئون جدد على البلد لا احد يعرف عنهم شيئا فلتكن الهمة ايضا بكشف كل الخلايا النائمة الموجودة في البلد وتوقيفها هناك اعلام مضاد يبث السموم ضد المخيم وبالمقابل يجب ان يكون هناك اعلام مضاد ايضا يظهر الوجه الحقيقي والايجابي الفعلي والانساني للمخيم".
 
وأشار الى أن "البلد مرّ بتشنجات كبيرة خلال السنوات الـ11 الماضية كان جزء منها طائفيا وجزء آخر شد حبال سياسيا ضمن المحاور الموجودة، واليوم يحاول الرئيس الحريري بمبادرته الاخيرة ان يعيد الامور الى طبيعتها، لأنه اذا تلهينا جميعا بالسياسة يتوقف العمل والموضوع الانساني والخدماتي. من هذا المنطلق، فان اللجنة اللبنانية - الفلسطينية للحوار الموجودة في رئاسة مجلس الوزراء والتي يرأسها معالي الدكتور حسن منيمنة سيجري تفعيلها، وهذا يساعدنا في الموضوع الانساني لان كل القوانين والطروحات ومشاريع القوانين التي يجب ان تمر بمجلس النواب اصبحت موجودة لديها. وبالنسبة الينا، القضية الفلسطينية ستبقى هي القضية المركزية وعقدة الحل والربط، واذا لم تحل سيظل هناك من يستخدم إسمها ويتاجر بها".
 
ولفت الى أن "مخيم عين الحلوة هو اكبر مخيم باق بعد اليرموك يجب المحافظة عليه، ويجب ان نزيد التشبيك السياسي والاجتماعي والثقافي بين بعضنا البعض لنكسر كل هذه الحواجز التي زرعت بيننا".