من البديهي أن تلجأوا إلى طبيب الأسنان عندما تشكون من التسوّس، أو تراكم الجير، أو التهاب اللثة، أو غيرها من مشكلات الفم. لكن هل فكّرتم يوماً في أنّ هذه الزيارة تستطيع رصد أمور أخرى تتخطّى منطقة الفم؟يعتبر خبراء الأسنان أنّ الفم يشكّل نافذة إلى الجسم. في معظم الأحيان، الأمراض كالسرطان، والأنيميا، والسكري ستُشخَّص أولاً من قِبل هؤلاء الأطباء من خلال الفحوص المنتظمة، الأمر الذي يُنقذ حياة العديد من الأشخاص. اللافت أنّ الأمر لا يقتصر فقط على كشف المشكلات الصحّية، إنما أيضاً العادات السيّئة:
 
تنظيف الأسنان فقط قبل الموعد
.
لا يمكن خداع طبيب الأسنان بالقول له إنكم تنظّفون أسنانكم يومياً، غير أنكم تكتفون بذلك فقط قبل موعد زيارتكم العيادة. فلثّة الأشخاص الذين يعتنون بأسنانهم فقط قبل رؤية الطبيب تكون مُصابة بالنزيف أو تبدو مُدمّرة، في حين أنّ اللثة الصحّية تبدو بحال جيّدة وورديّة اللون.
 
الحمل
نحو 40 في المئة من النساء سيتعرّضن لالتهاب اللثة خلال الحمل بسبب ارتفاع هورمون البروجستيرون الذي يُسهّل نمو البكتيريا. كذلك يمكن لبعض النساء أن يشكين من تورّم أحمر عميق على لثتهنّ، إلّا أنه يكون حميداً تماماً وسيَختفي بعد انتهاء الحمل.
 
قضم الأظافر
من دون النظر إلى أيديكم، يمكن لطبيب الأسنان أن يرصد هذه العادة نتيجة مجموعة إشارات أبرزها تشقّق الأسنان وتفاوتها، وألم الفك، والشعور بالانزعاج.
 
مصّ إبهام اليد
معظم الأطفال الذين يقومون بمصّ إصبعهم لا يشكون من آثار هذه العادة على المدى الطويل. غير أنّ القيام بذلك بعد بلوغ 7 أعوام أو 8 قد يسبّب تغيّرات ملحوظة في طريقة مضغ الطعام أو وضعيّة الأسنان. يمكن تصحيح غالبية هذه الحالات من خلال العلاج التقويمي، لكنّ بعض العلامات الواضحة قد يظلّ، كامتداد الأسنان الأمامية الذي يؤثّر في نمو فكّ الأطفال وأيضاً في طريقة كلامهم.
 
معاناة مشكلة صحّية
إلى جانب رائحة الفم الكريهة العامة، يمكن لأطباء الأسنان رصد روائح الـ"Fruity" والـ"Fishy" التي قد ترمز إلى أمور عديدة. يمكن للأولى أن تُشير إلى السكري غير المُسيطر عليه، في حين أنّ الثانية قد تعني قصور الكِلى أو الكبد.
إذا كانت الرائحة قذرة جداً، يمكن أن تدلّ على أيّ شيء بدءاً من ارتجاع المريء، مروراً بالتهاب الشعوب الهوائية، وصولاً إلى حصى اللوزتين. يجب على الطبيب أولاً التخلّص من الرائحة المُنبعثة من الأسنان واللثة، ثمّ الطلب من المريض استشارة الإختصاصي المناسب لحالته.
 
إضطرابات الأكل
يتفاجأ العديد من المرضى عندما يجدون أنّ طبيب الأسنان هو الشخص الأول الذي يسأل عن اضطرابات الأكل، إلّا أنّ الشره المرضي (Bulimia) يؤدي إلى نمط واضح جداً من اهتراء الأسنان الذي يمكن للإختصاصي كشفه بسهولة.
هذا التآكل يحدث خصوصاً في الأسنان الأمامية من جانب اللسان، وقد يؤدي إلى زيادة التسوّس. غير أنّ التآكل الحمضي لخلف الأسنان لا يرمز دائماً إلى اضطراب الأكل. توجد احتمالات أخرى تشمل ارتجاع المريء، واستخدام مُضادات الكآبة أو العقاقير المُعزِّزة للمزاج التي تخفّض كمية اللُعاب في الفم فتزيد احتمال التلف الحمضي.
 
نقص في الفيتامين
قلّة الفيتامينات والمعادن قد تسبّب مشكلات فموية عديدة كزيادة العدوى، وتأخّر الإلتئام، والتهابات العظام، ونزيف اللثة. الأمر المُفاجئ أيضاً أنّ صحّة الفم تتأثر بطرق عديدة في نقص الحديد، كالقروح الشديدة في زوايا الفم، وتغيّرات في اللسان، وشعور بحرق مؤلم. أمّا الحصول على جرعة كافية من هذا المعدن فسيَحلّ المشكلات.
 
السكري
يمكن لعدم توازن السكّر أن يؤدي إلى تغيّر سريع في صحّة اللثة، بما فيها زيادة التورّم، والنزيف، والحساسية. بالتزامن مع ذلك، انّ اتّساق اللعاب قد يتغيّر وقد يرتفع التسوّس. كلّ هذه الأمور قد تُشير إلى عدم السيطرة على مستويات السكر في الدم، ما يدفع طبيب الأسنان إلى الطلب من مرضاه بالتوجّه إلى اختصاصي السكري.
 
مشكلة الشرب
الأشخاص الذين يفرطون في احتساء الكحول هم عرضة للتسوّس لأنّ هذه المشروبات تميل إلى التسبّب بجفاف الفم. الفم الجاف مسؤول عن تسوّس الأسنان لأنّ اللعاب يحيّد الدمار الذي يُلحقه الحامض في الفم.
 
سرطان الفم
يمكن كشف سرطان الفم من خلال مجموعة إشارات تشمل النزيف غير المبرّر في الفم، والبقع البيضاء أو الحمراء أو المنقّطة الموجودة فيه، وتغيّر طريقة توافق الأسنان مع بعضها، والتورّم، ونتوءات أو أجزاء متآكلة على الشفاه أو اللثة أو مناطق أخرى في الفم.
 
الإفراط في المشروبات المُحلّاة
يمكن للصودا والسوائل الغنيّة بالسكّر أن تؤدي إلى ترقق الأسنان، ما يجعلها أكثر عرضة للكسر والتساقط. أمّا بالنسبة إلى مشروبات الطاقة، فهي تميل إلى أن تكون أكثر حموضة من المشروبات الغازية، فتسبّب بذلك أضراراً أكبر لمينا الأسنان.