تمنى رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر خلال العظة التي ألقاها بعد ترؤسه قداسا على نيّة السنة الدراسيّة الجديدة في مدارس الحكمة الآكاديميّة والفنيّة والمهنيّة، "للبنان السلام والوئام والإزدهار في ظلّ عهد رئاسي جديد"، مشيراً إلى أنه "في مطلع  هذه السنة الدراسيّة، نصلّي معكم اليوم لأن تكون هذه السنة مباركة، وسنة خير لكم وسنة نجاح وتقدّم، لا في علومكم وحدها، بل في بناء شخصيتكم لتصبحوا كلّ في مكانه أهلًا للمسؤوليات التي ستُلقى على عاتقكم. عليكم أن تحملوا مسؤوليات، تهيئون أنفسكم لها يومًا بعد يوم، وهذا أمر أساسي".
ولفت إلى "إننا ننطلق من كاتدرائيّة مار جرجس من القدّاس لبناء سنة دراسيّة جديدة. نِعَم الله تنزل عليكم، أيها الأحباء، يا أهل الحكمة، فتكونون مرضيين أمامه والله أعطاكم طاقات كثيرة في أجسادكم وعقولكم، في قلوبكم، هذه الطاقات يجب أن تفعّلوها، أن تكتسبوا مهارات عدة، حتى تكونوا قادرين على حمل مسؤولياتكم في المستقبل"، متمنياً "أن تحمل لبنان إلى أجواء جديدة، أجواء من التضامن التفاهم، لنبني وطننا كلّنا بيد واحدة، ليكون لنا مستقبل في هذه المنطقة، كما نريد أن يعمّ السلام في كل دول المنطقة، في سوريا والعراق واليمن وكل الدول العربيّة أو ما أبعد من ذلك، السلام يجب أن يعمّ المنطقة كلّها. مشيئة الله في خلقه هي أن نعيش معًا، وأن لا يقتل أحدنا الآخر، لا أن يتقاتل الناس، والتقاتل، حيث الحروب مشتعلة، ليس إرادة الله. مشيئة الله هي أن يعيش الناس معًا والناس مع الناس، لا يخافون بعضهم بعضًا، بل يساندون بعضهم بعضًا، بالإحترام. إذا كان هذا المطلوب، ولبنان وطن العيش المشترك بإمتياز، يعني أن هذا الوطن هو حجر الأساس في المنطقة كلّها، لبنان له قيمته الكبرى وإذا نجحنا في بنيان لبنان وتثبيته كان مثلًا للمنطقة بأسرها، لبنان هو في قلب تاريخ هذه المنطقة وقلب وجودها، وأنتم يا طالبات الحكمة وطلابها، تحملون مسؤوليّة لبنان الغد وتحملون مسؤوليّة العلم في لبنان والكرامة والحريّة والأخوّة والعيش المشترك والإنتاج فيه وتلامذة الحكمة وهم من كلّ الأديان يعيشون معًا بإخوّة صادقة وبصداقة متينة لا تهزّها رياح، رسالتهم أن يكونوا، هذه الخميرة الصالحة، فتكونون جسر عبور ووسيلة مصالحة بين الناس المتخاصمين. تلامذة الحكمة لهم دور في بناء لبنان، منذ التأسيس وإلى المستقبل البعيد".