أشار مستشار حزب "القوات اللبنانية" وهبي قاطيشا الى أن السبب الحقيقي الذي يعيق تأليف الحكومة موجود عند الفريق الآخر المتمثّل بـ "حزب الله" الذي بدأ بوضع العصي في دواليب العهد سواء أحصل ضد "القوات" أو سواها.

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، اعتبر قاطيشا أن "حزب الله" الذي أُجبر على إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، لجأ الى النكايات، لافتاً إلى أنه "في وقت رفض فيه عون بقاء الوزير علي حسن خليل في وزارة المال، تمسّكوا به، وحين طالبت "القوات" بحقيبة سيادية منعوا حصولها على حقائب معينة وأتى "الفيتو" من قبل حزب الله"، معتبراً أن الحزب بأدائه هذا يستهدف العهد أكثر مما هو يستهدف "القوات".

ورداً على سؤال عما إذا كان ما يحصل هو "ترويض القوات" حين تُطرح ملفات أخرى لا سيما قانون الإنتخابات النيابية، شدد على أن الجميع يعلم أن "القوات" "لا تروّض"، وما يقومون به هو ممارسة الضغوط على العهد منذ بدايته أكان في الحكومة أو بيانها الوزاري وغيرها من الملفات، وكأن "الحزب" يقول لعون "لا يمكنك أن تحكم دون أن يكون لنا الصوت المرجح والثلثين الضامنين"، وكل هذا من أجل إفشال عهد عون الذي أتى بورقة "قواتية" مسيحية وإتفاق مسيحي – سنّي، أما "الحزب" فقد أُجبر على السير بذلك، فلم يجد أمامه سوى وضع العراقيل.

وأشار قاطيشال إلى أننا "لم نصل بعد الى مرحلة طرح الحقائب، مشيراً الى أن البحث ما زال حول أعداد الحقائب لكل فريق، معتبراً أن المواضيع المتعلقة بالتأليف سرّية بين رئيس الحزب سمير جعجع والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وعون.

وإذ أشار الى أن الاتصالات ما زالت قائمة، قال: "ربما حين يشعر عون أن كل ما يحصل من أجل تفشيل عهده فإنه سيتجه الى تطبيق إتفاق الطائف لجهة تأليف حكومة مع الرئيس المكلف ومَن يشارك أهلاً وسهلاً ومَن لا يشارك قد أخذ خياره، والمهم أن تأخذ ثقة غالبية أصوات مجلس النواب".

أما عن إحتمال أن يتخلى عون عن "حزب الله" ويذهب الى خيار تشكيل حكومة من دونه، رأى أن "الحزب استثمر العماد عون لسنتين ونصف السنة، وعون يدرك هذا الواقع وأكبر دليل ما قاله النائب سليمان فرنجية في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" قبل أيام من الإنتخاب حيث قيل لفرنجية انتظر شهرين لنرى ما يمكن فعله مع عون في حين أن الإتفاق من أجل إنتخاب الأخير كان قد أنجز"، مضيفاً: "قد يفرض عون الوزراء، وقد يكون لديه عتب على الحزب".

واشار الى أن عون قد يصل الى وقت يفترض به أن يختار، علماً أن ليس "حزب الله" وحده من أوصله الى رئاسة الجمهورية بل مجموعة قوى وبالتالي لا يجوز وضع "الفيتويات"، قائلاً: "نحن ايضاً لدينا "فيتو" على سلاح حزب الله".