أكد نائب رئيس الجمهورية العراقي الدكتور إياد علاوي أن "بإمكان العراق ان يلعب دورا داعما وفاعلا على الصعيد الاقليمي وخصوصا في لبنان وسوريا، بعد إنهاء داعش عسكريا وتغيير البيئة السياسية الحاضنة له"، ونوه "بشخصية وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لبنانيا وعربيا"، مشيرا الى أنه "يتطلع لأن يكون له دور مهما في مستقبل لبنان وإعادة بناء الدولة فيه".

وزار علاوي المشنوق في مكتبه في وزارة الداخلية حيث عقدا لقاء مطولا عرضا فيه مستجدات الوضعين اللبناني والعراقي والتطورات على الصعيد الاقليمي.

رافق علاوي في زيارته شقيقه صباح علاوي ونقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي، رئيس الجالية اللبنانية في العراق عبدالودود النصولي.

بعد اللقاء، قال علاوي: "معالي الوزير المشنوق هو من الشخصيات ليس فقط اللبنانية بل العربية الكريمة ايضا التي لها أياد بيضاء على الاوضاع السياسية في لبنان وفي امور المنطقة. جئنا نستأنس برأيه حول ما يحصل هنا، كما أوجزنا له ما يجري في العراق ايضا. وبصراحة نتطلع لأن يكون له دورا مهما ان شاء الله في المستقبل هنا في هذا البلد الكريم ومع هذا الشعب الكريم لانه يمتلك الاحساس الوطني والشعور الاساسي من اجل بناء لبنان من دون أي اضطرابات، وان يكون لهذا البلد مستقبل واعد يحقق الرفاهية للشعب اللبناني".

وعن رؤيته لمستقبل العراق والمنطقة في ضوء التطورات الميدانية في الموصل ونينوى قال: "أنا شخصيا أعتقد ان المعركة مع داعش ستطول وستنتقل من معركة مواجهات الى وجود خلايا سرية نائمة في العراق وغير العراق، وهذا الموضوع يجب ان نعمل على تغييره. ويأتي التغيير الأساسي في إطار تغيير البيئة السياسية التي اذا استمرت في العراق على أسس طائفية سياسية وعلى أسس التهميش والإقصاء ستكون بيئة حاضنة للارهاب وليس بيئة طاردة له. ومن هذا المنطلق انا شخصيا أتبنى موضوع تغيير البيئة وتأجيل انتخابات مجالس المحافظات في العراق وان تجرى انتخابات مشتركة للمحافظات والمجلس النيابي في مطلع 2018 وذلك بعد تغيير القانون الانتخابي وتغيير آلية الانتخابات حتى نستطيع التخلص من الكثير من العوائق التي رافقت مسيرة العراق منذ احتلاله الى الآن. واعتقد ان ما يحصل في معركة نينوى هي بطولة خارقة للعراقيين ولجيش العراق الذي لا يزال للاسف فتيا على الرغم من انه كان جيشا مهما وقادرا لكن بسبب تفكيك الجيش وحله في السابق وما رافق ذلك، فضلا عن التدخلات الاقليمية الضارة في الشأن العراقي اوصلت العراق الى هذا الوضع المأساوي، لكن لنا ثقة بالجيش وبالقوات المسلحة كما لنا ثقة كبيرة بعشائر العراق التي بدأت تقاتل بجد وتضرب داعش بقوة، ويحقق الآن المقاتلون العراقيون تقدما في الموصل ونينوى، ولكن يبقى الاساس هو انه يجب ان نغير البيئة السياسية لكي لا نسمح لاي ارهابي بالعودة الى العراق والمنطقة".

وعن انعكاسات الواقع العراقي على الوضع في سوريا ولبنان، قال: "سوريا والعراق ساحة واحدة في الصراع مع داعش ومع التطرف والارهاب. انا شخصيا عملت على ان تقام علاقات متينة اقتصادية مع لبنان، وعندما كنت رئيسا للوزراء زرت لبنان وكان حينها الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئيسا للوزراء واتفقنا على شراكة كاملة بين لبنان والعراق في مسألة الموانىء وتصدير النفط الى حوض البحر المتوسط الخ. لكنها لم تنفذ".

وختم: "من هنا اعتقد ان بامكان العراق ان يكون داعما للبنان وداعما حتى لسوريا اذا استجيب لمطالب الشعب السوري بعودة سوريا الى الاستقرار والهدوء. لهذا نتطلع الى ان ننجز مرحلة إنهاء الوجود العسكري لداعش، وان نغير البيئة لننطلق في ان نكون جزءا فاعلا في الوطن العربي وظهيرا لكل اشقائنا العرب بخاصة في البلدان التي لا تمتلك الثروات كما يمتلكها العراق ودول اخرى".