بعد غد الأحد يلجأ «التيار الوطني الحر» إلى الضغط بالشارع، عبر «عراضة شعبية» بعنوان الاحتفال بـ13 تشرين أوّل، وتحت شعار «يكون الميثاق أو لا يكون لبنان»، مع استمرار الضغط السياسي، عبر امتناع وزير الخارجية ورئيس التيار جبران باسيل عن المشاركة في جلسة مجلس الوزراء يوم أمس، بعد ان كان قاطع الجلسة السابقة على قاعدة «نصف مشاركة ونصف مقاطعة»، فيما يبقى الانتظار سيّد الموقف بما يمكن ان تؤول إليه مشاورات الرئيس سعد الحريري الذي كانت له محطة في «الكي دورسيه» مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، في إطار المشاورات الجارية لتظهير الموقف المناسب في ما خص الاستحقاق الرئاسي، وامكان دعم ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى.
وإذا كان الرئيس الحريري عرض مع مضيفه الفرنسي مخاطر استمرار الشغور الرئاسي والجهود التي يبذلها لوضع حدّ لهذا الفراغ، فإن مصادر متابعة أخذت تميل إلى الاعتقاد بأن فرص حصول خرق في الجدار الرئاسي في غضون الأسبوعين المقبلين، آخذة في التضاؤل، لاعتبارات عدّة ابرزها:
1- حجم الاشتباك الأميركي - الروسي حول الخيارات السياسية والعسكرية في المنطقة، على الرغم من تحديد موعد في جنيف لسحب التوتر من الجو والبحر والبر إلى طاولة المفاوضات.
كتلة المستقبل
2- إطاحة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بأية إمكانية لقبول خيار ترشيح النائب عون للرئاسة الأولى، عبر حملة مبرمجة غير مسبوقة، منبرياً وعلى الأرض في مسيرة العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية، بإلصاقه تهماً وتسميات متعلقة بما يجري في اليمن، وصفتها كتلة «المستقبل النيابية» بأنها «ضرب من الفجور» واصفة هجومه على المملكة العربية السعودية «بالجائر» مكررة التأكيد بأن إيران «الاساس في إشعال حرب اليمن»، و«استخدام حزب الله كأداة عسكرية لها هناك».
وقالت كتلة «المستقبل» في بيانها ان أمين عام حزب الله وبتعطيله المستمر لانتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان وبكلامه التهجمي والافترائي على المملكة العربية السعودية إنما يعرض مجدداً مصالح لبنان واللبنانيين لاخطار كبيرة، غير مكترث أو عابئ بالنتائج التي يمكن ان تترتب على لبنان وعلى علاقاته العربية ولا على اللبنانيين وعلى مصالحهم واعمالهم وسبل تحصيل ارزاقهم».
واعتبرت الكتلة ان «المواقف السافرة والاخيرة لأمين عام حزب الله لا تدع مجالاً للشك ان حزبه وبما يمثل من بعد إيراني هو المعطل الحقيقي لانتخابات رئيس الجمهورية، وما ادعاء تأييده اللفظي والملتبس لمرشح معين الا تأكيد جديد على تعطيل حزب الله لعملية الانتخاب بشكل لم يعد ينطلي على أحد، وذلك بالرغم من محاولاته وحزبه البائسة إلصاق هذه التهمة بتيار «المستقبل» أو «بالمملكة العربية السعودية»، مؤكدة ان «مواقف حزب الله باتت نقيضاً حقيقياً لمصلحة اللبنانيين الجامعة من خلال ما تشكله من اعتداء سافر على الدستور وعلى وثيقة الوفاق الوطني من خلال التعطيل المستمر للانتخابات».
3- أجندة الأسبوعين المقبلين، حيث ستعقد جلسة لانتخاب اللجان النيابية وهيئة مكتب المجلس الثلاثاء في 18 الحالي، على ان يتوجه الرئيس برّي في الأسبوع الذي يلي إلى ترؤس وفد لبنان للمؤتمر البرلماني الدولي في جنيف، الأمر الذي يعني ان لا إمكانية لإدخال أي تعديل على موعد جلسة الانتخاب في 31 تشرين أوّل الحالي.
وإزاء هذه المعطيات، علمت «اللواء» من مصدر مطلع ان لا موعد محدداً لاعلان دعم الرئيس الحريري ترشيح النائب عون، ولم يكن هذا الموضوع مدرجاً على اجتماع كتلة «المستقبل».
الرابية
اما على جبهة الرابية، فإن رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير باسيل، لم ينف في مقابلة مع L.B.C.I ان يكون الرئيس نبيه برّي اعتذر عن استقباله واحال الموعد الذي طلبه على معاونه وزير المال علي حسن خليل.
وقال باسيل ان تياره يطمح للتفاهم مع تيارالمستقبل باعتباره يمثل شريحة من الطائفة السنية، وأن اللقاء بين الرئيس الحريري وعون كان إيجابياً، مؤكداً أنه التقى الحريري في باريس، ولم ينفِ أن يكون هناك مهلة لإظهار موقف الرئيس الحريري لكنها ليست 15 يوماً فقط.
في هذا الوقت، بدأ نواب التيار العوني بجولة على القيادات والأحزاب السياسية لشرح الموقف، عشية خطاب عون على طريق قصد بعبدا.
وقال النائب آلان عون بعد لقاء «الجماعة الاسلامية» أن تياره يحرص على حصول تفاهم وطني وليس ثنائياً.
يُشار إلى أن نواباً من التكتل التقوا النائبين محمّد الصفدي ونقولا فتوش ووزير السياحة ميشال فرعون (راجع ص3).
وفي حين كشفت O.T.V أن كلمة عون في ذكرى 13 تشرين ستكون أقرب ما يكون إلى مشروع عهد، ذكرت مصادر قيادية في «التيار الوطني الحر» أن النائب عون واثق من أحقية ترشيحه، مشيرة إلى ظهور عقد وعراقيل، واصفة زيارة الحريري إلى الرابية بأنها كانت ناجحة، وأن وضع عون الآن مريح ولا تشنجات.
ولم تقرأ المصادر خطابي السيّد نصر الله في الليلتين التاسعة والعاشرة بذكرى عاشوراء بأنها كانت سلبية لجهة تمسكه بالنائب عون وبالتفاهمات مع «التيار الوطني» مشددة على أهمية احترام الشراكة الوطنية.
مجلس الوزراء
حكومياً، تجاوز مجلس الوزراء قطوع المصارفات السرية للجيش وقوى الأمن الداخلي ومحاولة ربط هذا الموضوع بمخصصات أمن الدولة من قبل الوزيرين الياس بوصعب وفرعون.
وكشف مصدر وزاري أن الرئيس تمام سلام وعد بالعمل على عقد اجتماعات الأسبوع المقبل لحل هذه المسألة. ووصف المصدر الجلسة بأنها كانت منتجة فيما خصّ مزارعي الكرز في عرسال حيث تمّ تخصيص 10 مليارات ليرة كتعويضات لمزارعي المنطقة.
وأخذ المصدر على الوزير بو صعب مجادلته في كل شاردة وواردة، خصوصاً في بنود مجلس الإنماء والاعمار، مشيراً إلى أنه لولا تدخلاته لكانت إنتاجية الحكومة أفضل.
ولم يتم تعيين محافظ جبل لبنان أو أعضاء مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي. ووصف هذا المصدر التقاعس عن ذلك بأنه «يخلّ بالتوازن» حيث تمّت تعيينات في وظائف سابقة لموظفين شيعة ومسيحيين.
تجدر الإشارة إلى أن حماسة الوزراء لإقرار المخصصات السرية للجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام جاءت على خلفية كشف مخابرات الجيش والأمن العام للشبكة التي تمّ توقيف أفرادها الأربعة في حيّ السلم أمس الأول، الذين اعترفوا بالانتماء إلى جماعات إرهابية كانت تخطط لاستهداف الأمن اللبناني عبر عمليات إنتحارية أثناء إحياء ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية، والتحقيقات لا تزال مستمرة مع أفراد الشبكة السوريين.