في بلد كلبنان تغيب عنه أدنى معايير الأمن الغذائي لتحل مكانها مافيا المتاجرة بالناس وصحتهم، فيُباع القمح المسرطن واللحوم المليئة بكل أنواع الجراثيم القاتلة، وغيرها من المواد الفاسدة، وتعمل عشرات المطاعم على تقديم وجبات محشوة بالسموم، أطلق وزير الصحة وائل أبوفاعور حملة لمكافحة الفساد الغذائي، وفضح ما كان مستوراً كاشفاً أمام الرأي العام حقيقة ما يأكل اللبناني، تحت شعار مطابق أو غير مطابق للمواصفات، وعلى رغم أن حملة الوزير تدخل ضمن عمل أي مسؤول في موقعه، إلاّ أنّ عدم اعتياد اللبنانيين على مشاهد مماثلة، يعمد خلاله من دخلوا نعيم السلطة على مكافحة جحيم المتاجرين بصحة اللبناني ولقمة عيشه، جعل من الوزير نجماً إصلاحياً بل منازع لاسيما لدى الأطفال، فاكتسب شهرة واسعة لدى هذه الفئة العمرية، وبات العديد منهم يسألون أهلهم في كل ما يتناوله إذا كان ما يأكلونه قد خضع لفحص أبو فاعور أم لا.

هذه الصورة الذهنية التي رسّخها أبو فاعور في أذهان الأطفال جعلت الطفلة ناي تطلب لقاء أبو فاعور لتسأله عن مدى مطابقة قائمة مأكولاتها للمواصفات. هذه الرغبة حققها لها أحد البرامج التلفزيونية (برنامج مالك مكتبي)، الذي استضاف مجموعة أطفال، وتمنّى كل منهم مقابلة مسؤول سياسي. ناي طلبت لقاء أبو فاعور ووصلت إلى مكتبه وفي جعبتها عدة أسئلة، فاستمع إليها محاولاً الإجابة عليها، ومن هذه الأسئلة التي طرحتها:

"هل المنقوشة يللي باكلا بالمدرسة مطابقة للمواصفات"؟ وغيرها من الأسئلة التي تراود كل طفل في عمرها والتي تتعلق بما يتناولونه من مأكولات.

 

لبنان 24