أكد وزير الإتصالات بطرس حرب من أبو ظبي أن مصلحة لبنان يفترض أن تكون قبل أي مصلحة وقبل أي مصلحة من مصالح القوى السياسية، إذا علينا الرجوع الى المبادىء التي قام عليها دستورنا والتي تنظم عيشنا بكرامة وتجعلنا نحترم القانون فنعود لإحترام دولة القانون التي ترعى مستقبلنا وحقوقنا.

كلام حرب جاء في خلال حفل عشاء تكريمي أقامه مجلس العمل اللبناني في أبو ظبي على شرفه مع الوفد المرافق حضره جمع كبير من رجال الأعمال اللبنانيين في حضور القنصل اللبناني هادي هاشم، وخلال المناسبة ألقى رئيس المجلس المهندس سفيان الصالح كلمة رحب به فيها وضمّنه ألم اللبنانيين في أبوظبي من شلل مؤسسات الدولة والشغور الحاصل في رئاسة الجمهورية، وهواجس اللبنانيين في أبو ظبي حول قطاع الاتصالات وخصوصا في مجال الانترنت لافتا الى أن أمل هؤلاء برؤية خطة وزارة الاتصالات 2020 تتحقق.

حرب

وشكر الوزير حرب "المجلس الذي بادر إلى تكريمي الليلة وجمع هذه الوجوه اللبنانية الطيبة التي أعتز بها حول مائدة العشاء، والذين أعتبر كل واحد من بينكم سفيرا للبنان ويمثل لبنان والنجاحات التي حققتموها في هذه الدولة الكريمة هي أكبر دليل على أن اللبناني حين تتأمن له الحرية والكرامة وفرص العمل فهو مبدع وناجح. وبقدر ما أفرح برؤيتكم ناجحين ومميزين تبنون وتعمّرون بلاد العالم بقدر ما يحز في قلبي أن أرى لبنانيين يعملون على تهديم لبنان من الداخل وهذا ما يدعو للألم".

وأضاف: "الذي يقرر العمل في الحقل العام عليه أن يؤمن قلبا وعقلا ببناء بلده وتطويره وإلا فلا لزوم أن يعمل في الحقل العام. والآتي إلى الحقل العام وفي تفكيره ماذا يمكن أن يجني منه لا لزوم أن يأتي إلى الحقل العام، وعليه أن يضحي في سبيل بلده من أجل الأجيال المقبلة. إن صورة لبنان هي الأسوأ اليوم تجاه الرأي العام والعالم، فدولتنا مقطوعة الرأس، مؤسساتنا معطلة حاجات مواطنيننا كبرت وازدادت وبكل أسف فأن المؤسسات والسلطات عاجزة عن تلبيتها لأن الصراعات السياسية على السلطة تعطل تقدم الدولة".
وأضاف: "إن حضوري اليوم الى أبو ظبي للمشاركة في مجلس وزراء العرب للإتصالات هو للتأكيد أن لبنان لا يزال مستمراً وأنه مهما اشتدت الظروف على لبنان فإنه سيبقى صورة جميلة مشعة في العالم العربي ودوره لا يمكن أن يتراجع والمهم أن نشعر نحن كلبنانيين أن علينا واجباً تجاه وطننا، واجبنا الحفاظ على لبنان ليبقى صورة فريدة جميلة ومشعة عن عيش المسلم والمسيحي وأصحاب العقائد المتناقضة مع بعضهم البعض في ظل نظام ديموقراطي ويعبرون عن آرائهم ولكل منهم وجوده وحضوره وعليه مسؤوليات. هذا اللبنان الذي نحلم به نناضل من أجل بقائه والذي سنبقى ساعين لأن يبقى.
إن حالة القلق التي نمر بها والجو الزلزالي في العالم العربي بأكمله لا يمكن أن تشفع بنا كلبنانيين طالما نحن نغذي غرائزنا ونبحث عن مصالحنا. إن مصلحة لبنان يفترض أن تكون قبل أي مصلحة وقبل أي مصلحة من مصالح القوى السياسية، إذا علينا الرجوع الى المبادىء التي قام عليها دستورنا والتي تنظم عيشنا بكرامة وتجعلنا نحترم القانون فنعود لإحترام دولة القانون التي ترعى مستقبلنا وحقوقنا".

وتابع: "كثر من الوفود العربية المشاركة في مجلس وزراء الاتصالات العرب كانوا ينتظرون موقف لبنان والمبادرات الجديدة التي قد يطرحها، وبالرغم من نزيف لبنان الذي يعاني من سقوط بعض مؤسساته هو في نظر اخواننا العرب يبقى درة يتطلعون إليها، وهذا اللبنان هو الذي أتيت لتمثيله هنا، لبنان المبدع لبنان الذي يشكل الصورة الحضارية هذا هو اللبنان الحقيقي الذي أتيت لتمثيله وأحمل بكل اعتزاز شرف تمثيله".
وختم بالقول: "إن دولة الإمارات العربية المتحدة التي تستضيفنا اليوم والتي تستضيفكم كلبنانيين تعملون في هذا البلد تمكنت بحكمة من يتولى إدارتها من تحقيق الازدهار والنجاح والسعادة والتطور وحولوا فيها الصحراء الى حديقة غناء وهذا ما يشكل أمثولة لنا وللعرب جميعا وعلينا أن نسعى كلبنانيين للتشبه بها ليعود لبنان سويسرا الشرق وجنته وجماله. لم أزر دولة عربية إلا سمعت موعظة تقول "عيب عليكم أيها اللبنانيون ما تصنعون بوطنكم" نحن نحب لبنان ونريده فأحبوه مثلنا. لقد آن الأون نحن اللبنانين أن نحب لبنان بالقدر المطلبو ونحن "إم الصبي" فنقلع عن صراعتنا ولنتقدم لبناء دولة والنهوض بها".

ثم قدم رئيس المجلس درعا تكريمية إلى الوزير حرب.