لا تستبعد مصادر ديبلوماسية في عاصمة دولة كبرى مؤثرة في مسار الأحداث في المنطقة، أنه عندما تتركز الهدنة في سوريا وتظهر معالم خارطة طريق للحل السياسي عبر معاودة التفاوض السوري، فإن الملف اللبناني سيستفيد حكماً من هذه الأجواء. لكن اتضاح مستقبل الهدنة ومعالم الحل السياسي يحتاجان إلى وقت. فالحل ينتظر الوقائع على الأرض، كما ينتظر الإدارة الأميركية الجديدة. 

مصادر ديبلوماسية أخرى، تقول بأنه يفترض ان يحل الملف اللبناني داخلياً، أما إذا كان اللبنانيون ينتظرون الحل في المنطقة أو في سوريا، فإن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً. وليست الهدنة السورية هي التي ستؤدي إلى الحل في لبنان. الهدنة لا تزال تشوبها عراقيل، ومن المؤكد إذا سرت، فستكون هناك مرحلة هدوء للناس لكي يستطيعوا التحرك، لكنها ليست لتحل الأزمة السورية. تشوب الهدنة حتى الآن ثغرات. وأقصى ما ستحققه هو مفاوضات قد تكون لجولة واحدة فقط في ظل هذا الجو السوري الذي لا يزال متشنجاً، وحيث ان الهدنة لم تغير شيئاً على الأرض، إنما أبقت كل شيء مكانه من دون إطلاق نار.


المستقبل