في قمّة اللاجئين والنازحين الدولية قال الرئيس تمام سلام كلاماً كبيراً في ما يتعلق بأزمة النازحين السوريين بإعلان «رفض لبنان المطلق للاندماج ومنح الجنسية أو أي شكل من اشكال التوطين الدائم».
ولم يقف الأمر عند حدّ هذا الإعلان، بل تعداه إلى مطالبة الأمم المتحدة وعلى مسامع أمينها العام بان كي مون الذي دعا إلى القمة الدولية حول النازحين واللاجئين بأن تعلن «خطة مفصلة وواضحة لعودة السوريين إلى بلدهم».
وتوقف الرئيس سلام عند الغموض المحيط بموعد عودة النازحين والخوف من بقائهم بشكل دائم، وما يسميه من تنامي مشاعر العداء للأجانب التي تتنامى بوجود البطالة والفقر والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ولامس رئيس الحكومة، في كلمة كانت موضع ترحيب واهتمام دبلوماسيين مكامن الخطر، فخاطب بأن «لبنان معرض لخطر الانهيار».
وعليه اقترح الرئيس سلام خطة خماسية لتدارك الخطر، تتبناها الأمم المتحدة والمجموعة الدولية الصديقة للبنان:
1 - وضع خارطة طريق لعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين خلال 3 أشهر بما في ذلك التمويل.
2 - إعادة توزيع النازحين المقيمين في لبنان على دول المنطقة قبل نهاية العام.
3 - تمويل مشاريع التنمية محلياً واقليمياً.
4 - وضع تقرير عن المدفوعات التي قدمها المانحون.
5 - وضع خطة لتمكين الاونروا من أن تقوم بواجباتها تجاه الفلسطينيين تعليمياً وإعادة إعمار مخيم نهر البارد.
وسأل الرئيس سلام المجتمع الدولي، بعدما عرض ما قدمه اللبنانيون من مليارات وتعليم واستشفاء للنازحين المليون ونصف، متى سيفعل العالم شيئاً من أجل لبنان؟
وقالت مصادر الرئيس سلام لـ«اللواء» أن ما أعلنه كان واضحاً وصريحاً، فهو تكلم بلغة الوقائع وأطلق صرخة امام المجتمع الدولي علّها تجد صدى ايجابياً، معتبرة أن هذا هو السقف الذي سيحكم كلمة رئيس الحكومة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ووصف الرئيس سلام اللقاء مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه كان ايجابياً.
وقال مصدر مطلع لـ«اللواء» أن الرئيس عباس بدعمه موقف الحكومة في ما خص مخيم عين الحلوة رفع الغطاء عن أي عمل تخريبي من شأنه أن يُعكّر أمن لبنان، ومن شأن هذا الموقف أن يدعم الاستقرار العام، وليس المخيمات الفلسطينية ومحيطها.
وفي بيروت، وعشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وزّعت السفارة البريطانية بياناً لسفراء المملكة المتحدة والمانيا والنرويج، أكدت فيه هذه الدول أن «لبنان ليس لوحده»، مذكرة بمؤتمر لندن، حيث التزمت الأسرة الدولية بتقديم 1.22 مليار دولار للبنان في العام 2016.
وسيعقد اجتماع متابعة لمؤتمر لندن لتعزيز دعم الدول المانحة، لا سيما في المجال التربوي.
وسيلتقي الرئيس سلام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم، في إطار توفير الدعم الدولي للمطالب اللبنانية في الأمم المتحدة، سواءً فيما يتعلق بملف الانتخابات الرئاسية أو تخفيف الأعباء في ملف النازحين السوريين.
وبعد كلمة الرئيس سلام أمام قمّة اللاجئين غرّد الوزير باسيل الذي شارك في الاجتماع: «جنباً إلى جنب مع الرئيس سلام في مواجهة أزمة النزوح».
كما التقى الرئيس سلام مستشار النمسا كريستيان كيرن في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك.
إرهاصات ما قبل 28
سياسياً، وعلى وقع تفاعلات المواقف التي أدلى بها الرئيس نبيه برّي فيما خصّ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وما يُنسب إليه من دراسة اقتراح بإطلالة تلفزيونية لشرح موقفه، توقعت مصادر نيابية ذات صلة أن تشهد فترة الأسبوع الطالع سلسلة من المواقف التصعيدية، على خلفية المواقف التي أعلنها نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي قال أن انتخابات رئاسة الجمهورية مسارها واحد هو النائب عون، محمّلاً «تيار المستقبل» مسؤولية تأخير هذا الاستحقاق.
وقالت المصادر أن كتلة المستقبل النيابية ستناقش خلال اجتماعها اليوم، الملف المتعلق بالرئاسة الأولى.
كما أن تكتل الإصلاح والتغيير سيتناول هذا الموضوع أيضاً بعد أن تراجعت موجة التفاؤل العوني بعض الشيء، مع المواقف المعلنة والكلام عن تأخّر عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، وهي المحطة التي تعوّل عليها الرابية لتبيّن الخيط الأبيض من الأسود فيما خص تبنّي ترشيح النائب عون.
وعلى هذا الصعيد، قال عضو التكتل النائب سليم سلهب في تصريح لـ«اللواء» أنه لا يمكن البناء على أي معطى فما من شيء سلبي أو إيجابي بعد وأن هناك انتظاراً للجواب الذي يقدّمه «تيار المستقبل» وتحديداً الرئيس الحريري.
إلا أن مصادر واسعة الاطلاع قالت أن «تيار المستقبل» ليس بوارد تأييد النائب عون للرئاسة الأولى، وأن تكتل الإصلاح والتغيير يقترب من هذه القناعة وهو يستعد لتصعيد موقفه بعد جلسة 28 أيلول.
وهذه الخلاصة ستتوضح للتكتل بعد اجتماع اليوم.
وقالت مصادر عونية أن خطوات التيار ستكون تصاعدية بعد 28 أيلول، من دون أن تشارك «القوات اللبنانية» في تحركات الشارع وكذلك «حزب الله».
وأبدت المصادر العونية استغرابها للقرار الذي اتخذه وزير الدفاع سمير مقبل، بتجميد مفعول تراخيص حمل الأسلحة اعتباراً من منتصف ليل 25 أيلول حتى 20 تشرين الأوّل المقبل، إذ ربطت بين التحرّك العوني في الشارع وقرار التجميد.
الجلسة 35
في عين التينة، التي زارها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، تعقد مساء اليوم الجلسة رقم 35 بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» على وقع مجموعة من الإجراءات والتصريحات في مقدمها:
1- الملف الذي أعدّه الوزير المشنوق لرفعه إلى مجلس الوزراء المتعلق بحلّ جمعية «حماة الديار».
2- القرار الذي اتخذه وزير الداخلية بحلّ «الحزب العربي الديمقراطي» و«حركة التوحيد» - فرع هاشم منقارة، هذا القرار الذي تدافع عنه أوساط الوزير المشنوق بأنه جاء كحدّ أدنى مطلوب وفي إطار تخفيف الاحتقان المذهبي.
3- تصريحات الشيخ قاسم فيما خصّ الاستحقاق الرئاسي وتحميل «تيار المستقبل» مسؤولية عدم إنجاز هذا الاستحقاق حيث سيتولى فريق المستقبل التأكيد أنه هو الذي يشارك في جلسات الانتخاب في حين أن «حزب الله» و«التيار العوني» يقاطعان الجلسات ولا يؤمّنان النصاب.
وفي معلومات «اللواء» أيضاً أن وفد «حزب الله» سيؤكّد تمسكه بالحوار، وسيحاول أن يثير مع وفد المستقبل حقيقة المعلومات عن مجيء الرئيس الحريري، أو تبنّي ترشيح النائب عون.
في هذا الوقت، نقل عن الرئيس برّي قوله أنه سيدعو إلى جلسات تشريع لا سيما فيما خصّ قانون الانتخاب بعد بدء الدورة العادية للمجلس النيابي في 22 تشرين الأوّل المقبل.
ونقل هؤلاء عن الرئيس برّي قوله أن رئاسة الجمهورية، والحكومة يتعرضان لمزايدات سياسية غير مسبوقة.
وفي معرض الدفاع عن موقفه فيما خصّ عدم المشاركة في انتخاب النائب عون، وأنه ليس هو الجهة المعطِّلة لهذا الانتخاب، ردد الرئيس برّي أمام زواره بيتاً من قصيدة للشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم، مطلعها:
ألا لا يجهلنّ أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا.