سقطت الهدنة في سوريا والذي أسقطها عملياً قيام طيران التحالف الدولي بقصف الجيش السوري النظامي واستشهاد 90 جندياً وضابطاً ورتيباً الى جانب إصرار واشنطن على فتح طريق الكاستيلو وقيام المعارضة بهجوم على ريف حلب الشرقي. اضف على ذلك، أن هجوم المعارضة على ريف حماه الذي يعطي مواقع تطل على الساحل وقرى علوية جعل الهدنة هشة وضعيفة في سوريا. وتعقيبا على ذلك، قال ضابط روسي كبير: «إذا كانت الهدنة في سوريا سقطت فيعني ذلك الذهاب إلى حرب مفتوحة» لكن واشنطن رفضت هذا الخيار وعليه جرت إتصالات بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف لاعادة إحياء الهدنة بدلاً من الذهاب الى حرب مفتوحة.
في غضون ذلك، أعلنت بريطانيا أن مقاتلاتها إشتركت في ضرب القوات السورية في دير الزور وأصابت أهدافها مشيرة الى أنها كانت تعتقد أن هذه القوات تابعة لداعش. وهنا تجدر الاشارة الى ان التنظيم كان قد إنسحب قبل 8 ساعات من المنطقة بعد معركة ضارية مع الجيش العربي السوري. انما ورغم الضربة الجوية التي نفذها التحالف الدولي ضد الجيش السوري تمكن الاخير من استرجاع المنطقة التي ضربها التحالف الدولي وهي قمة جبل فردة.
من جهة أخرى، قال المركز المختص بالأسلحة في لندن أن الجيش السوري أعاد واسترجع قواه ووصل إلى 120 ألف جندي منظمين بينما المعارضة يصل عدد مقاتليها إلى 200 ألف لكنهم غير منظمين ومنتشرين في القرى والمناطق من درعا إلى جبل الزاوية على طول 600 كلم إلى حلب إلى حمص إلى مناطق أخرى. وتابع المركز أن الجيش السوري يستفيد من الهدنة لتعزيز قواته وإعادة تنظيمها ويتلقى في الوقت ذاته أسلحة روسية مضادة للمدرعات والآليات إضافة إلى مدفعية ودبابات.

ـ التفاوض حول الهدنة ـ

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الهدنة في سوريا لا تزال مستمرة، مشيرا الى أن ممثلي الولايات المتحدة وروسيا يجتمعون في جنيف لتقييم الوضع في حين اعلن المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر انعقاد اليوم الاجتماع الوزاري للمجموعة الدولية لدعم سوريا في نيويورك. وقال شيفر: «تنتهي فترة الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين روسيا والولايات المتحدة حول الهدنة في سوريا. وذلك كان جيدا قيام موسكو وواشنطن بدعوة المشاركين بمجموعة دعم سوريا للتحدث».
من جانبه، دعا ممثل الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت كل أطراف النزاع الى التمسك بالهدنة التي تم التوصل إليها.
اما روسيا، فقد اعتبرت انه لا جدوى من التزام دمشق وحدها بالهدنة، فيما يخرقها المسلحون كاشفة ان الجانبين السوري والروسي قد نفذا جميع التزاماتهما في إطار اتفاقات جنيف التي لم تفصح عنها موسكو حتى الآن تلبية لطلب من واشنطن.

ـ هجوم دير الزور الاليم ـ

الحادثة الاليمة التي وقعت في دير الزور والتي قضى فيها 90 عسكرياً سورياً جراء ضربات جوية للتحالف الدولي تركت اثاراً سلبية كبيرة على الدور الذي يلعبه التحالف الدولي في الازمة السورية وعلى مصداقيته في محاربة الارهاب. كما اثار هجوم دير الزورغضب موسكو التي هددت بالتصعيد على الارض والتخلي عن الهدنة متهمة واشنطن وفصائل المعارضة السورية بعدم تنفيذ اي بند من بنود اتفاق جنيف الاخير حول الهدنة في سوريا. وفي هذا السياق، اعتبر رئيس إدارة العمليات لدى هيئة الأركان العامة الروسية  الجنرال سيرغي رودسكوي أنه لا تتوفر لدى واشنطن أي أدوات للضغط على المعارضة المعتدلة المسلحة، وليست على أدنى دراية بالوضع في سوريا، وأن الضربة الجوية التي نفذها التحالف الدولي مؤخرا لمواقع الجيش السوري خير شاهد على ذلك.
وتابع رودسكوي: «الأهم بين الالتزامات التي لم تنفذها الولايات المتحدة و«ما يسمى بالمعارضة السليمة الخاضعة لها»، عدم الفصل ما بين المعارضة المعتدلة و«جبهة النصرة»، فيما الأنكى من ذلك أننا شاهدون على انصهار فصائل المعارضة المعتدلة و«جبهة النصرة» في بوتقة واحدة وتحضيرهما معا لهجمات مشتركة.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري وحده أظهر التزاما حقيقيا بوقف إطلاق النار، بينما خرقت الفصائل المسلحة الهدنة أكثر من مئتي مرة، مشيرة إلى عدم وفاء واشنطن بالتزاماتها إزاء اتفاق الهدنة في سوريا بما فيها فصل «المعارضة المعتدلة» عن التنظيمات الإرهابية.
من جهته، وصف الرئيس السوري بشار الأسد ضربات جوية للتحالف بقيادة اميركا على مواقع للجيش السوري قرب دير الزور يوم السبت بأنها «عدوان سافر» مشيرا الى ان الضربات أظهرت دعم «الدول المعادية لسوريا للتنظيمات الإرهابية».
وكشف الأسد أن «الأطراف المعادية لسوريا تستنفذ اليوم كل طاقاتها وإمكاناتها من أجل استمرار الحرب الإرهابية على سوريا».
من جهة اخرى، حمّل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجيش السوري مسؤولية ما حدث في دير الزور، معربا عن اعتقاده بضرورة أن تضغط روسيا على دمشق في موضوع مراعاة نظام وقف إطلاق النار. واتهم كيري الجيش السوري بمهاجمة المناطق الخاضعة للمعارضة بذريعة قصف الإرهابيين من جبهة النصرة، واعتبر أن انتهاك القوات السورية لوقف النار ومنعها دخول القوافل الإنسانية يعيق بدء التنسيق الكامل بين روسيا والولايات المتحدة بشكل يمنع تكرار «الحوادث المريعة مثل ما جرى في دير الزور».

ـ الجيش يوقع 25 قتيلا لجيش الفتح ـ

ميدانيا، اوقع الجيش السوري خسائر كبيرة في صفوف المعارضة المسلحة في مناطق مختلفة من ريف حلب الجنوبي حسب مصدر عسكري الذي افاد ان: «مسلحين اعتدوا على عدد من النقاط العسكرية في المشروع 1070 السكني وقرية السابقية ومحيط سد شغيدلة بريف حلب الجنوبي حيث ردت وحدات الجيش والقوات المسلحة على مصادر الاعتداءات وأوقعت في صفوف المسلحين خسائر بالأفراد والعتاد».
الى جانب ذلك، اعلن الجيش السوري  بالقضاء على اكثر من 25 عنصراً تابعاً لـ «جيش الفتح» في ريف حماة الشمالي في قرية الكبارية شمال معان كما دمر 3 سيارات مزودة برشاشات ثقيلة وجرافة.

ـ ضربات ضد داعش ـ

قصف الطيران السوري والروسي مواقع مسلحي داعش في قرى البغيلية، الحسينية، حويجة كاطع، والجنينة شمال غرب مدينة ديرالزور، وحطلة في ريفها الشرقي. كما استهدف سلاح الجو السوري والروسي حافلات نفط لتنظيم الدولة الاسلامية على طريق دوار الـ 7كم شمال شرق مدينة دير الزور، وضرب كذلك تجمعات وتحركات المسلحين في جبل ثرده ومحيط اللواء 137 ومحيط البانوراما جنوب غربي مدينة دير الزور ومواقع للتنظيم في أحياء «الكنامات» و«خسارات» و«الحويقة» في المدينة. ودمر الطيران مستودعي ذخيرة في حي الحميدية في المدينة ومستودعاً آخر في «حويجة المريعية» جنوب شرق دير الزور. 
وعلى حدود العاصمة دمشق، احتدمت المعارك بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة التابعة لجبهة النصرة وفيلق الرحمن على محور كراش في جوبر.
من جهة اخرى، وقعت اشتباكات عنيفة بين داعش وفصائل المعارضة المسلحة على محور بلدتي جكة وتلغار في ريف حلب الشمالي، الامر الذي اسفر الى مقتل أحد مسؤولي الفرقة 13 التابعة للجيش الحر ويدعى عبد الكريم عليطو مع أكثر من 35 آخرين خلال هذه الاشتباكات.

ـ المعارضة تنتهك الهدنة 300 مرة ـ

انتهكت المعارضة الهدنة 300 مرة منذ سريانها، وقتل 63 مدنيا وأصيب 252 آخرون، فيما بلغ عدد قتلى الجيش السوري 153 عسكريا، كما سقط 10 مدنيين في حلب امس جراء قصف المسلحين المنتمين للمعارضة وفقا لما كشفه رئيس إدارة العمليات لدى هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي

ـ قوافل المساعدات الانسانية لم تدخل بعد ـ

على الصعيد الانساني، ورغم ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري تكلم عن احتمال وصول المساعدات الإنسانية إلى ثمانية مواقع أو أكثر في سوريا، لم يتحول هذا الكلام الى واقع حيث ما زالت قوافل الاغاثة تنتظر التصاريح للدخول الى المناطق المحاصرة. 
وبدوره، أعرب مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة عن «الألم وخيبة الأمل» لأن «المساعدات العالقة على الحدود التركية السورية منذ أسبوع لم تصل إلى منطقة شرق حلب المحاصرة».
في المقابل، أكد رئيس مركز المصالحة في سوريا الفريق فلاديمير سافتشينكو امس، أن سبع قوافل محملة بالمساعدات الإنسانية تتوجه إلى سوريا، مشيرا إلى أن جميع الموافقات السورية اللازمة قد أرسلت إلى الأمم المتحدة لإتاحة إيصال المساعدات إلى سوريا لمحتاجيها في المعضمية ودوما وزملكا والزبداني في ريف دمشق، وإلى الفوعة وغيرها في محافظة إدلب.

ـ اردوغان: عملية درع الفرات مستمرة  ـ

في اطار عملية درع الفرات ,قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان المعارضة السورية المسلحة تسعى الى التقدم نحو بلدة الباب في ريف حلب الشمالي التي تقع تحت سيطرة داعش مضيفا انه: «تم تطهير منطقة تبلغ مساحتها 900  كلم من الإرهاب حتى الآن  مشيرا إلى أن «المنطقة الآمنة» التي تقيمها تركيا على الحدود يمكن في النهاية أن تمتد على مساحة تصل خمسة آلاف كيلومتر. وشدد على أن عملية درع الفرات ستستمر إلى حين التأكد من أن المنطقة لا تشكل تهديدا لتركيا.
الى جانب ذلك، انتقد اردوغان سلوك المسؤولين الاميركيين محملا اياهم مسؤولية زيادة التوتر مع مقاتلي المعارضة السورية  حيث لفت إلى أن الجيش السوري الحر لا يرغب في تدخل قوات خاصة أميركية في سوريا.
ويذكر ان عدد من أفراد القوات الأميركية دخلوا بلدة الراعي السورية الأسبوع الماضي لكنهم أجبروا على الانسحاب منها باتجاه الحدود التركية بعدما احتج مقاتلو المعارضة على وجودهم.

ـ توسع رقابة البث المباشر في حلب  ـ

اعلنت وزارة الدفاع الروسية عن زيادة عدد المراكز التي تجري بثا مباشرا من مدينة حلب لتوسيع إمكانية الرقابة على سير تطبيق نظام وقف العمليات القتالية في سوريا. وتم نشر مراكز البث المباشر في جبل الزرزور والخالدية وحي الانصار ومنطقة مطار النيرب.