كثّف مسؤولون في حزب الله دعواتهم للرئيس سعد الحريري إلى انتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، في مقابل «الوقوف إلى جانبه»، فيما لا يزال الحريري على موقفه القديم، في انتظار إشارات سعودية جديدة، قد لا تأتي

 

بعد تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل نحو شهر، استعداد الحزب لـ«التسهيل في ما خص رئاسة الحكومة»، في إشارة إلى قبول الحزب بعودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة مقابل انتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، أدلى مسؤولون بارزون في حزب الله، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بتصريحات عالية اللهجة، تدعو في جوهرها الحريري إلى التقاط فرصة جلسة مجلس النّواب في 28 الحالي، وانتخاب عون رئيساً للجمهورية، ليكمل الحزب بذلك نيّة التيار الوطني الحرّ وإعلانه عن التصعيد في الشارع، بعد الجلسة الموعودة.

وبدءاً بالشيخ نعيم قاسم، وصولاً إلى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، مروراً بالنائب نوّاف الموسوي ونائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ نبيل قاووق، عكس كلام مسؤولي الحزب سقفاً عالياً بدعوة تيار المستقبل لانتخاب عون، في وقت يجري الحديث فيه عن نقاش جدّي داخل المستقبل حول انسداد أفق رئاسة الجمهورية، وبقاء انتخاب المستقبل لعون المخرج الأخير والوحيد.
وأشار قاسم إلى أن «الأيام أثبتت أن طريق رئاسة الجمهورية محددة، فمن أراد أن ينتخب رئيساً ليس له إلا اتجاه واحد يوصل إلى عون، ولن تستطيع الدول الكبرى والإقليمية ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية أن تعدل هذا المسار، وجربوا أكثر من سنتين ولم يحققوا أي شيء، وما زلنا في بداية الطريق»، مؤكّداً أنه «يمكن لكل هؤلاء أن يعطلوا، وأن يستمر الشغور الرئاسي، وهذا ما عملت عليه السعودية في كل المرحلة السابقة، لكن لا يمكنهم الإنجاز كما يريدون ويطمعون». وتوجّه قاسم بالنصيحة إلى «حزب المستقبل، الذي يقف الآن عائقاً أمام انتخاب الرئيس أن ينهي تردده، فطريق الحل معروف، وهذا لمصلحة البلد ولمصلحتهم أيضاً».
التصعيد ضد السعودية ومدّ اليد للمستقبل، أكمله قاووق، مؤكّداً «اليوم هناك فرصة حقيقية لإخراج لبنان من أزماته، ولكن على اللبنانيين أن يدركوا أن إطالة أمد الأزمة اللبنانية والفراغ الرئاسي إنما هو نتيجة الصراعات داخل البيت السعودي، وبالتالي فإن لبنان اليوم يدفع ثمن هذه الخلافات السعودية الداخلية».

 


وبينما طمأن الموسوي الحريري، عندما أكّد أن «من يتخذ هذه الخطوة الجريئة (انتخاب عون) لن يترك وحيداً في مواجهة خصومه الداخليين أو غيرهم، لأنها ستقابل بأحسن منها إن لم يكن بمثلها»، قال رعد إنه لـ«الأسف ما يزال هناك فريق في لبنان يراهن على التحايل في دعمه لداعش وجبهة النصرة، من أجل أن يعزز موقعه السلطوي في هذا البلد. ولكن لو أننا نرى أن هناك خطراً من قبل هؤلاء لقلب الطاولة، لكنا تصرفنا بغير ما نتصرف به الآن».
وفيما ينتظر الحريريون والتيار الوطني الحرّ عودة الحريري إلى لبنان منتصف هذا الأسبوع، علمت «الأخبار» أن «رئيس تيار المستقبل قد يؤخّر عودته إلى بيروت أياماً إضافية، بسبب إمكانية قيامه بزيارة ثانية للسعودية ولقاء ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان». وزار الحريري السعودية يوم الاثنين الماضي، وعاد بعدها إلى باريس يوم الأربعاء من دون أن يلتقي أياً من المسؤولين السعوديين. وعلى الرغم من الحديث عن دراسة الحريري خيار دعم ترشيح عون، عادت مصادر «وسطية» وأخرى بارزة في قوى 8 آذار للتأكيد إلى أنه «لا جديد بخصوص موقف الحريري أو الموقف السعودي». وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن «الحريري لم يحصل على أي إشارة سعودية جديدة»، فضلاً عن أنه «يعرف نبض شارعه، ومقتنع بأنه قد يخسر الكثير في حال دعم ترشيح عون، في وقت يعمل فيه آخرون من داخل تيار المستقبل على تعريته من جمهوره».
من جهة ثانية، يُكمل التيار الوطني الحرّ هذا الأسبوع تحضيراته للتحرك في الشارع بدءاً من جلسة 28 أيلول المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب. وقطع مسؤول جهاز التواصل في حزب القوات اللبنانية ملحم رياشي الشكّ باليقين، بعدما أبلغ مسؤولين في تيار المستقبل أن «القوات ستشارك التيار الوطني الحرّ بالتحرّك تحت عنوان الميثاقية»، في وقت جرى فيه الحديث عن أن رئيس القوات سمير جعجع لا يزال يتريّث في خطوة النزول إلى الشارع، حرصاً على استمرار ما تبقّى من العلاقة الإيجابية مع الحريري، بعد عدّة هزّات، كان آخرها ترشيح الحريري النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.