اشتعلت أعنف معركة في دير الزور حيث اخطأت طائرات التحالف الدولي عندما قصفت مراكز الجيش للسوري في دير الزور واستشهد 90 جندياً ولولا غرفة العمليات السورية التي اتصلت بغرفة العلميات في قطر لكانت وقعت مجزرة كبرى وقد دمرت الطائرات الأميركية الفوج 90 من المدفعية التابعة للجيش العربي السوري وفي البداية أنكر التحالف انه قصف الجيش السوري ثم اعترف وقال اعتقدنا انها مراكز لـ «داعش».
وقد تمكن الجيش السوري في هجوم معاكس من استعادة مواقع من تنظيم «داعش» الإرهابي خسرها إثر غارات التحالف الدولي التي قتلت عشرات الجنود السوريين.
وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس»: «تحول الجيش السوري من الدفاع إلى الهجوم» في منطقة جبل ثردة المطل على مطار دير الزور العسكري بعدما كان قد «تراجع نتيجة القصف الأميركي».
وأكد مصدر عسكري في مطار دير الزور أن «الجيش استعاد معظم النقاط التي تسلل إليها داعش في جبل ثردة بغطاء جوي كثيف من الطائرات الروسية والسورية»، التي استهدفت مواقع للتنظيم داخل مدينة دير الزور وفي محيط المطار وعلى طريق دير الزور - الميادين جنوبا.
وأفادت وكالة «سانا» السورية بتدمير عدد من التحصينات والعربات المدرعة لتنظيم «داعش» والقضاء على العشرات من أفراده بضربات جوية مركزة للطيران الحربي في محيط جبل الثردة بدير الزور.
وحسب الوكالة نفذت وحدات من الجيش عمليات نوعية مكثفة على تجمعات وتحركات التنظيم في حيي الكنامات والعرفي وفي قرية الجفرة ومحيطي منطقة البانوراما ومطار دير الزور العسكري. 
هذا وشن الطيران الروسي عدة غارات على جبل الثردة المطل على مطار دير الزور العسكري، موقعًا أكثر من 20 قتيلا في صفوف تنظيم «داعش» وإصابة العشرات، حسبما أفاد المرصد السوري المعارض، كما أغارت الطائرات الروسية على مواقع وتجمعات مسلحي التنظيم في قرية الجفرة وبلدة المريعية وعلى طريق مدينة الميادين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، فدمر عدة آليات وأوقع العديد من القتلى والجرحى.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن التحالف الدولي استمر في شن غاراته على مواقع تنظيم «داعش» في دير الزور، بعد الهجوم الخاطئ على القوات السورية الذي أسفر عن قتل وجرح عشرات الجنود.
وقالت القيادة في بيان امس إن «ثلاث غارات جوية شنت السبت بالقرب من دير الزور ودمرت سبع صهاريج نفطية تابعة للتنظيم وألحقت أضرارا بثماني طرق إمداد».
وأضاف البيان: «نفذت بالقرب من دير الزور غارة واحدة، والتي كنا نعتقد أنها ضربت مواقع قتالية للتنظيم، (ولكن) عن طريق الخطأ، قصفت على الأرجح وحدة عسكرية سورية ودمرت آليات عسكرية للجيش السوري».
وأشار البيان إلى أن قوات التحالف الدولي، نفذت ما مجموعه 21 ضربة جوية ضد أهداف للتنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.

 اسقاط طائرة سورية 

ولفت «التلفزيون السوري» امس الى أن طائرة حربية سورية سقطت وقُتل قائدها أثناء تنفيذها لمهمة حربية في دير الزور.
ووفق مصادر اعلامية، فإن الطائرة كانت تنفذ غارة جوية على موقع لتنظيم «داعش» في محيط جبل الثردة.

 خبراء روس 

ويرى الخبراء والمحللون الروس ان ما جرى في جبل الثردة  قد يؤدي إلى تقويض الاتفاقات الروسية -الأميركية حول سوريا وكذلك إلى تأزم الوضع بشكل حاد في الشرق الأوسط.
وفي مجال تعليقه قال خبير مركز التحليل السياسي أندريه تيخنوف إنه ووفقا للمنطق الأميركي السائد، أي صفقة بين روسيا والولايات المتحدة يمكن أن تتم فقط بالشروط الأميركية ومن بينها رحيل الأسد. ولكن من الواضح أن روسيا لا يمكن أن تقبل ذلك ولذلك سيستمر الدعم الأميركي غير المعلن للإرهابيين.
وأضاف الخبير القول: «يجب التخلص من الأوهام حول الكفاح المشترك ضد الإرهاب الدولي. يجب التشمير عن السواعد والتصدي للإرهابيين بدون الالتفات إلى المجتمع الدولي. في حال أبدينا الضعف فسيواصل الإرهابيون الهجوم في سوريا وفي كل بقاع العالم».

 وزارة الدفاع الروسية 

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية  أن الفصائل المسلحة تستخدم أيام الهدنة لإعادة تجميع قواها استعدادا لهجمات واسعة في حلب.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف أنه على مدى 6 أيام من سريان الهدنة في سوريا وحده الجيش السوري من أظهر التزاما حقيقيا بها، بخلاف فصائل «المعارضة المعتدلة»، إذ «فشل الجانب الأميركي في التأثير فيها ولم يقدم بيانات دقيقة حول أي منها أو عن مدى التزامها بوقف إطلاق النار».
وأضاف  كوناشينكوف: «في المقابل شهدنا حالة عكسية تجلت في ازدياد حدة القصف واستهداف مواقع القوات الحكومية السورية والأحياء السكنية من جانب المسلحين».

 الخارجية الروسية 

كما دعت الخارجية الروسية الولايات المتحدة لإجراء تحقيق شامل في غارات التحالف على القوات السورية، معتبرة أن تصرفات الطيارين تأتي بين الإهمال الإجرامي والانغماس المباشر مع إرهابيي «داعش»، وأملت ألا تكون تصرفات الطيارين اتخذت بأوامر من واشنطن.
وأشارت الخارجية الروسية الى أن الموقف الأميركي غير البناء في مجلس الأمن يدعو للأسف، مؤكدة أن واشنطن بضرب القوات السورية، خرقت وقف إطلاق النار الساري في سوريا منذ  شباط الماضي، وانتهكت التعهدات التي قدمتها لدمشق حين أطلقت عمليتها العسكرية في سوريا.
كما أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في مؤتمر صحافي عقده في مقر الامم المتحدة في نيويورك أن «العدوان الأميركي على مواقع للجيش العربي السوري في محيط مطار دير الزور مخالف للقانون الدولي وخرق للاتفاق الروسي - الأميركي حول سوريا ويهدف إلى عرقلة الاتفاق ودعم بعض «المجموعات المسلحة».
وقال: «إن الولايات المتحدة قامت بضربة جوية متهورة ومن المستغرب أن تقوم بهذه الضربة في هذا التوقيت»،  مضيفا إن «هذا الأمر مثار قلق خطير وهذا ما عبرت عنه الدول الأعضاء في مجلس الأمن وهناك مشاورات ومفاوضات جادة مع هذه الدول لعقد جلسة طارئة للمجلس». وأكد تشوركين أن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة يخالف القانون الدولي ويصعب التصديق أن يكون هذا تم عن طريق الخطأ لأن رواية واشنطن غير مقنعة وكلمة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور «لا تعبر عن حسن نيات ولا تعكس حقيقة الأمور». وأضاف: «إن السؤال المطروح لماذا قامت الولايات المتحدة فجأة ودون سابق إنذار بهذه الضربات على منطقة دير الزور ولماذا لم تقم في السابق بشن ضربات مشابهة.. ألم تقم بذلك كدعم لبعض المجموعات المسلحة».
ودعا تشوركين الولايات المتحدة إلى التنسيق مع روسيا «إذا كانت راغبة فعلاً» بالقيام بضربات ضد التنظيمات الإرهابية في دير الزور أو أي مكان آخر مؤكداً أن العدوان الأميركي على مواقع للجيش السوري لا يتسم بأي حس من المسؤولية.

 جلسة عاصفة لمجلس الأمن  

هذا ووصفت ممثلة الولايات المتحدة الاميركية في الأمم المتحدة سامانتا باور دعوة روسيا مجلس الأمن للانعقاد بالعمل «المنافق».
فيما أكد ممثل روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن تصرفات الممثلة الأميركية غريبة، إذ قال للصحفيين «حين اجتمعنا للتشاور ورحت أعبر عن قلقي لأعضاء المجلس، تبين أنها خرجت إلى الصحافة ودون أن تسمعني راحت تنتقد وتشتم روسيا، وانتقدتنا حتى على دعوتنا للاجتماع»
وقالت باور للصحفيين «يجب أن تخجل المتحدثة باسم الخارجية الروسية من تصريحها بأن الولايات المتحدة تدافع عن مقاتلي داعش»، وأضافت «هذه المجموعة قطعت رؤوس مواطنين أميركيين، ونحن نرأس تحالفا من 67 بلدا للقضاء على هذه المجموعة، وفقد داعش 40% من أراضيه. هذا ليس لعبة، ولذلك يجب أن يخجل المتحدث الذي عبّر عن اعتقاد أننا نتعاون مع داعش»
وأضاف تشوركين أن باور دخلت قاعة المشاورات بعد أن أنهى مداخلته وأعلنت أنها غير معنية بالاستماع إليه، وأن هذا مجرد خدعة. وتابع تشوركين «في هذه الظروف لم أعد أنا معنيا بالاستماع لاتهاماتها لنا بكل الخطايا فخرجت، لكن وفدنا بقي».
وأعلن ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عقب انتهاء الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن، أن موسكو تنتظر من واشنطن أن تبرهن لروسيا وشركائها الآخرين على التزامها بحل سياسي في سوريا بعد أحداث دير الزور.
 وردا على سؤال حول إمكانية التحدث عن نهاية الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الهدنة في سوريا، قال تشوركين: «لا، هنا علامة استفهام كبيرة».

 زخاروفا ترد على باور 

وفي السياق، ردت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، بانتقادات شديدة اللهجة على المندوبة الاميركية في الامم المتحدة، سامانتا باور، ودعتها لزيارة سوريا «لترى بعينها كيف يعيش الناس في ظروف الحرب ولتعرف معنى الخجل».
وكتبت زاخاروفا على صفحتها في الفيسبوك «عزيزتي سامانتا باور، لمعرفة معنى كلمة الخجل، انصحك بالذهاب الى سوريا والالتقاء مع الناس هناك، ليس مع النصرة، ولا مع المعارضة المعتدلة التي يقلق واشنطن ايصال المساعدات الانسانية اليها، ولا مع مناضلي المستقبل النير المقيمين في الغرب، بل مع الناس الذين يعيشون هناك رغم ست سنوات من الاختبار الدموي الذي يجرب في بلدهم بمشاركة نشطة من واشنطن».
وتعهدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية بتحمل نفقات سفر باور الى سوريا كاملة، وقالت «لا تخافي، معي لن يلمسك احد، الا اذا ضرب طيرانكم مرة اخرى بالخطأ، ستجدين فيما بعد ما يمكن تذكره، وتعرفين معنى كلمة خجل»!!

 الخارجية السورية 

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، أن «ما حدث في سوريا هو نتيجة للرفض المتعنت من جانب أميركا للتعاون مع موسكو في محاربة داعش». ودعا الخارجية الولايات المتحدة لتحقيق شامل في الغارات التي استهدفت القوات السورية في دير الزور، لافتة إلى أن «واشنطن رفضت التعاون مع موسكو في محاربة داعش والنصرة وجماعات إرهابية أخرى».
كما وجهت الوزارة رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، وجاء فيهما أن «العدوان الاميركي الغاشم على مواقع الجيش العربي السوري في جبل ثردة في محيط مطار دير الزور اعتداء خطر وسافر ضد الجمهورية العربية السورية وجيشها».
واعتبرت الخارجية السورية أن هذا العمل الأميركي الجبان دليل لا يحتاج الى برهان على دعم الولايات المتحدة وحلفائها لتنظيم «داعش» وغيره من المجموعات الارهابية المسلحة.
كما طالبت وزارة الخارجية السورية في رسالتيها مجلس الامن بإدانة العدوان الاميركي وإلزام الولايات المتحدة بعدم تكراره واحترام سيادة سوريا ووحدة شعبها وارضها.

 بثينة شعبان تؤكد: الغارات الاميركية  مقصودة 

اكدت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد في حديث لوكالة فرانس برس ان الغارات الاميركية التي استهدفت مواقع الجيش السوري السبت كانت «مقصودة»، مشددة في الوقت ذاته على التزام بلادها بالهدنة السارية في البلاد.
وقالت بثينة شعبان في اتصال هاتفي معها من بيروت «نعتقد ان الضربة مقصودة»، موضحة ان «كل المشاهد العينية والوقائع على الارض لا تظهر ان كان هناك خطأ او مصادفة، انما كل شيء كان محسوبا وداعش كان على علم به، وحين دخل داعش، توقفت الغارات».
وتابعت «حتى روسيا توصلت الى نتيجة مرعبة وهي ان الولايات المتحدة تتواطأ مع داعش»، مضيفة «منذ بداية التدخل الاميركي قلنا انه ليس ضد داعش (...) والدليل ان داعش توسع منذ ذلك الحين».
وردا على سؤال حول تأثير الغارات الاميركية في الهدنة، قالت شعبان «نحن ملتزمون بالهدنة، والهدنة سارية حتى انتهاء مدتها، ربما يجري تمديدها ومن الممكن ان يجري التوافق على شيء ما، فالمشهد السياسي متحرك جدا».
واوضحت «الخوف من تأثيرها في الاتفاق الروسي - الاميركي»، مضيفة «اعتقد ان بعض الجهات في الولايات المتحدة لا تريد الاتفاق، جهة تتفق مع الروس، وجهة اخرى ترفض الاتفاق». وتابعت «ما يبدو لنا، وهي ليست معلومات، ان البيت الابيض يريد الاتفاق فيما يرفضه البنتاغون».