وسط الجمود المسيطر على كل الاستحقاقات الدستورية والتعيينات، ومع استمرار «حزب الله» في سياسة التنصّل من مسؤوليته عن اطالة أمد الشغور الرئاسي وما يتفرّع عنها من حالات تعطيل للمؤسسات وللعجلة الاقتصادية، شهدت المختارة تظاهرة إسلامية جدّدت التأكيد على ثوابت الاعتدال والتعايش، بمناسبة تدشين مسجد الأمير شكيب ارسلان تكريماً للأميرة مي ارسلان جنبلاط والدة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، بعد أسابيع من تدشين كنيسة الدرّ لإحياء الذكرى الخامسة عشرة لمصالحة الجبل.

هذه المناسبة التي أكدت الانتماء العربي للجبل وعلى «الانتماء الإسلامي للموحّدين الدروز، وعلى أن الإسلام هو اعتدال وتسامح وتعايش»، كما قال النائب جنبلاط، حملت رسائل متعدّدة توّجها مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان بكلمة معبّرة ومؤثّرة ردّ فيها على «خطر الاستبداد والتشرذم والتفتيت»، مجدداً الإيمان بـ«رسالة النهوض والتقدم العربي».

واعتبر دريان ان هذا اللقاء مناسبة لتجديد «النضال من أجل المهمة الكبرى التي عاش من أجلها شكيب ارسلان، واستشهد من أجلها المعلم كمال جنبلاط.. وهي مهمة العرب والعروبة والحرية. فلا حرية بدون انتماء، ولا انتماء بدون حرية، فالعروبة والحرية شرطا وجود، وشرطا دخول إلى إنسانية الإنسان».

أضاف ان المتطرّفين «يشوّهون صورة الإسلام ويمارسون تطرّفهم بالعنف والإرهاب»، فيما كان الأمير ارسلان يحمل لواء العروبة كهوية قومية، وهي الهوية الجامعة «التي تحاول سيوف الإرهابيين اليوم نحرها أو إحراقها في قفص حديدي من الجهل والعصبية العمياء».

وقال دريان «مرة نهجّر ونقتل لأننا إرهابيون، ومرة نهجّر ونقتل لأننا عرب ومرة نقتل ونهجّر لأننا مسلمون، ومرة يهجّر ويقتل المسيحيون لأنهم مسيحيون، نحن كنا وسنبقى عرباً مسلمين ومسيحيين، ما بقيت كنيسة المختارة، وما بقي مسجدها». 

وختم بالقول: «حبيبك يا وليد بك، وحبيبنا الرئيس سعد الحريري، وصف بالأمس خبر استهدافك بالمخطط الإجرامي، ونحن معه نعدّه استهدافاً للوطن، والرئيس الحريري يخاف عليك كما يخاف على الوطن، فأنت رفيق المسيرة، ورفيق رفيق الشهيد، الرئيس رفيق الحريري رحمه الله تعالى، وستبقى بإذن الله، وسيبقى لبنان سيداً حراً عربياً مستقلاً».

وكان جنبلاط أكد في كلمته ان بناء هذا المسجد في الجبل «إنما يؤكد الانتماء الإسلامي للموحّدين الدروز، لذلك أقدّر عالياً رعايتكم واحتضانكم لهذا الحدث يا سماحة المفتي.. ان الإسلام اعتدال وتسامح وتعايش، وزيارتكم إلى المختارة اليوم محطة جديدة على طريق الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية التي تقع علينا جميعاً مسؤولية حمايتها».