أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الإقليمي الأول للطاقة الإغترابية اللبنانية الذي يعقد في نيويورك على مدى يومين "أن قدرة النجاح الفردية عجزنا عن تحويلها الى قدرة نجاح جماعية، وتعبير العجز فيها كان فشل دولتنا. إن ما نقوم به اليوم هو محاولة جديدة للعمل مع بعضنا البعض كلبنانيين، كل فرد متسلح منا بتجربته الخاصة الناجحة، بهدف أن ننجح سويا".
 
وشدد باسيل على "أن ما يميزنا في وطننا الصغير الذي نقول عنه دائما إنه النموذج لفرادة ليس العيش المشترك، فالناس يعيشون ذلك في كل بقاع العالم، إنما في أن يكون لدينا شراكة متناصفة، وهو أمر غير موجود في أي بلد في العالم. والفرادة الثانية هي قدرتنا على الربط والوصل ليس بين بعضنا كلبنانيين، إنما بين شرق وغرب متصادمين، وسيتصادمان أكثر مع الأسف، بين شرق وغرب وحضارات متناحرة باسم الدين والله، وتستعمل كل الوسائل البعيدة عن رسالتنا".
 
ودعا  اللبنانيين المنتشرين الى "أن يقفوا الى جانب وطنهم لبنان الذي أصبح ملجأ لملايين النازحين ويرزح تحت عبء كبير ما يهدد بانهيار نظامه المالي، الاقتصادي، التربوي، الإجتماعي، الأمني، السياسي والديموغرافي إذا ما وقع لبنان لا سمح الله، لن يبقى مكان تحت الشمس بمنأى عن الكراهية والإلغاء".
 
وذكر باسيل "ببعض المحطات الفاصلة :
- لقد تمكن عدد من اللبنانيين من تأسيس "الرابطة القلمية" في العام 1920، والتي ترأسها جبران خليل جبران وعضوية ندرة حداد، إيليا أبو ماضي، ميخائيل نعيمة، وأمين الريحاني .
- كما استطاع عدد آخر، وبعضهم حاضر بيننا اليوم، من تأسيس "تاسك فورس" كجمعية من الأميركيين المتحدرين من أصل لبناني والتي تعمل من أجل مصلحة لبنان .
- وفي العام 2009، أسس عدد من رجال المال والأعمال "الجمعية الدولية المالية التنفيذية" (لايف)، وهي منظمة عالمية تضم رجال مال وتهدف الى التواصل عبر شبكة الإنترنت لتحفيز النمو الإقتصادي، وخلق فرص العمل. ونذكر أيضا على سبيل المثال "الجمعية الطبية الأميركية اللبنانية".
- في العام 1960، تاسست الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم لحفظ التراث اللبناني، والترويج للثقافة اللبنانية في العالم".
 
وأضاف: كانت فكرة إطلاق الطاقة الإغترابية، وهي منصة تفتح لكم المجال للمشاركة بتجاربكم وبقصص نجاحاتكم. وبكل فخر لقد حققتم في السنوات الثلاث الماضية ما كان مستحيلاً، نذكر منها "البيت اللبناني الإغترابي، "أرزة المغترب"، "المتحف الإغترابي"، إستثمر لتبق"، و"الصندوق المالي الإغترابي". لقد وعدتم بتأسيس المدارس اللبنانية، كمشاريع خاصة لكم، كما أسستم في العام 2015، الجمعية الطبية اللبنانية العالمية وفي أيار 2016 أطلقتم مبادرة تأسيس "إتحاد الغرف التجارية" وغيرها من المشاريع. ومن أهم المواضيع التي سنناقشها هو موضوع "استعادة الجنسية" لكي نحفظ وطننا، هويتنا، ورسالتنا في العالم. أدعو كل فرد منكم ليكون جنديا للقضية اللبنانية لتعزيز إنتمائنا وتنوعنا الحضاري كمثال فريد حول العالم".
 
ودعا الى الوقوف "الى جانب وطن أصبح ملجأ لملايين النازحين والذي أصبح يرزح تحت عبء كبير مما يُهدد بانهيار نظامه المالي، الاقتصادي، التربوي، الإجتماعي، الأمني، السياسي والديموغرافي إذا ما وقع لبنان لا سمح الله، لن يبقى مكان تحت الشمس بمنأى عن الكراهية والإلغاء. أخيرا وليس آخرا، ما هو مؤكد أن قدرتنا على صنع مصيرنا ونجاحاتنا بأيدينا هو ما يميزنا وما يجعل منا لبنانيين، هي قدرتنا على مواجهة التحديات والتكيف مع المصاعب وعلى الإندماج مع الآخرين. هي قدرتنا، وبرغم كل اختلافاتنا، أن نصنع مستقبلا مشتركا. نلتقي وإياكم، إن شاء الله، في بيروت في مؤتمر الطاقة الإغترابية الرابع في أيار المقبل، واستغلها مناسبة لأوجه دعوة لكل واحد منكم، وأتمنى لكم مؤتمرا ناجحا ومثمرا".