شهد المجتمع اللبناني في السنوات الأخيرة تبدلات كثيرة على عدّة أصعدة، كان أبرزها دور المرأة في الحياة المهنيّة. فلطالما كان لبنان في مقدمة دول المنطقة بالنسبة للحريات والإنفتاح وإشراك المرأة في العمل السياسي والنقابي وغيرها، ولكن في السنوات الأخيرة بدأنا نرى المرأة في مجالات لم نعتد عليها من قبل.. فمن "سائقة تاكسي"، مروراً بسائقة باصٍ مدرسي، الى جنديّة شجاعة، وصولاً إلى قيادة الطائرات المدنية.. أثبتت المرأة اللبنانية أنها قادرة على إحداث الفرق في أي مجال تدخل إليه.

آراء الرجال في لبنان حول هذا الحيّز الواسع الذي اتّخذته الشريكة في العمل والمجتمع، أنتج رأياً عاماً منقسماً بين مؤيّدٍ "لهذا الإصرار الجبّار"، ومعارضٍ "لهذا الاندفاع المتهوّر". لكن حقيقةً لا مفرّ منها يُسلّم الجدل بها: المرأة اللبنانيّة اليوم مختلفة عن تلك التي عاشت منذ 30 سنة.

لذلك خطت بلدية بتخنيه، البلدة الصغيرة القابعة على سفوح جبال المتن الاعلى لجبل لبنان، خطوة مهمّة، من خلال تشكيل فرقة شرطة نسائية مؤلفة من فتيات القرية، تتركز مهامها على تنظيم وحماية أي حدث قد تستضيفه البلدة (كالأعراس، الحفلات، المهرجانات، الرحلات السياحية وغيرها) .. وتهدف هذه الخطوة لإشراك العنصر النسائي ليس فقط بالعمل الإداري داخل البلدية، بل بالعمل الميداني أيضا على الأرض.

(العزم)