ظلال قاتمة أرخت بثقلها خلال الساعات الماضية على الواقع السياسي عموما، بعدما استعصت عقدة شروط التيار الوطني الحر على المعالجة، بفعل المواقف الحاسمة والنارية لرئيسه الوزير جبران باسيل من موضوع الميثاقية والتمثيل المسيحي، وإصـرار الرئيس تمام سلام على عدم اخضاع جلسات مجلس الوزراء لاهواء القوى السياسية، من دون ان ينجح تحرك «حزب الله» حتى الآن في تدوير الزوايا الحادة للعقد العونية وترميم العلاقات المتصدعة بين اهل البيت الآذاري. وتوقعت مصادر سياسية مطلعة عبر «المركزية» ان يعقد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اجتماعات ثنائية مع كل من عون وفرنجية وبري خلال الايام القليلة المقبلة. رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يطمح في لحظة الاستثمار السياسي والانتخابي بزمن المراوحة والفراغ، الى القيام بمبادرة تشكيل ما يشبه جبهة مسيحية هدفها الدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، وبحسب اوساط قواتية فان جعجع مستاء مما وصلت اليه الحال مسيحيا لا سيما ما حصل من مشادة بين الوزير جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية . ً في طاولة الحوار اخيرا جعجع وبحسب مصادر صحافية بدأ عملية اتصالات مع قيادات مسيحية في سبيل منع تدهور العلاقة بين الاقطاب المسيحيين لا سيما بين فرنجية وميشال عون، وهو يعتبر فرنجية طرفا اساسيا في تأمين شروط الموقف المسيحي ّ جبهة مسيحية ممكن ان تتشكل في الموحد وهما اساس اي سبيل ايجاد خرق جدي على صعيد الرئاسة الاولى. اما حال جلسات رئاسة الجمهورية، فطبعة منقحة عن ّل بتعقيداته، فالجلسة ٤٤ لانتخاب الوضع السياسي المعط الرئيس مرت مرور الكرام وانضمت الى سابقاتها العقيمات بفعل تعطيل نصابها من قبل نواب «حزب الله» والتيار الوطني الحر و»المردة»، فأرجأها الرئيس البري الى ٢٨ ايلول الجاري. في غضون ذلك، أشارت مصادر وزارية الى ان جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم لا تزال قائمة، متحدثة عن مشاورات تدور في الكواليس يشارك فيها رئيسا مجلس النواب والحكومة والحزب التقدمي الاشتراكي و»حزب الله» لاتخاذ القرار الانسب في شأن الجلسة وكيفية إدارتها لتمريرها بأقل أضرار سياسية ممكنة اذا لم يتم تأجيلها، وهو الخيار المرجح. من جهة ثانية اكد عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر، ان «لا بد من الحوار الثنائي بين «التيار» و»حزب الله» حتى لو لم يخرج بنتائج ملموسة وعملية، لانه «تنفيسة» للبلد ً الى ان «الجولة المقبلة للحوار كي لا نصل الى المحظور»، لافتا في ٢٠ الجاري ستتابع البحث في جدول الاعمال التقليدي ّ لأزمة رئاسة الجمهورية ّ ن بندين: ايجاد حل الذي يتضم وتنفيس الاحتقان المذهبي»