استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة الرئيس أمين الجميل، وعرض معه الأوضاع الراهنة.
وقال الجميل على الأثر: "زيارة دولة الرئيس بري للمعايدة عشية العيد، ولأشد على يده في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، خصوصا أنه يلعب دور صمام الأمان في هذه العصفورية التي يعيشها البلد. وأقول بكل موضوعية، وهذا برسم كل من يسمعنا، يا احبائي ويا ارباب السياسة، ان لبنان ينتحر ونحن ننتحر اذا ما استمررنا في هذا المنحى، منحى التعطيل والعرقلة واللاوعي والاستهتار بمصلحة الناس وبسيادة البلد. وما نعيشه اليوم لا أعتقد أن لبنان مر به من قبل، هذا النوع من اللامبالاة الى حد الانتحار وتعطيل كل المؤسسات ومستقبل الشباب والوطن، وهذا شيء بدأ يأخذ منحى خطيرا جدا".

أضاف: "من هذا المنطلق لا خيار لنا إلا العودة للقاء مع بعضنا البعض وان نتنازل عن بعض الغنج السياسي والطموحات التي تتناقض مع الواقع اللبناني والمصلحة الوطنية واللقاء مع الآخر، وعدم إعطاء الأولوية لمصالح الغير على حساب مصلحتنا الوطنية. في هذه المرحلة الدقيقة هناك تطورات خطيرة حولنا وتغيير خرائط، وهناك لقاءات لمحاولة إعادة النظر في المنطقة المجاورة، ونحن نتسلى بالقشور، فبدل أن يكون في هذه المرحلة لدينا سياسة ديبلوماسية فاعلة يلتف حولها كل اللبنانيين، ونكون متفاهمين جميعا على دور لبنان ورسالته وموقفه في المنطقة وعلى كل السبل التي تحمي لبنان، خصوصا في ظل المحادثات الديبلوماسية الجارية في المنطقة على أعلى مستوى لتحديد مسار المنطقة، نحن غائبون عن الوعي ونتسلى بجنس الملائكة، ونترك البلد في مهب الريح. لبنان معلق بحبال الهواء، وهذا غير مسموح، واقول، رغم انني لا احب ان استعمل هذا التعبير، ان التاريخ سيلعننا اذا ما استمررنا في هذا المنحى. هناك قيادات قلبها على البلد، وعلينا ان نتكاتف في هذا الظرف بالذات لكي نحمي وطننا ونوقف التدهور والانتحار الذي بدأ يأخذ منحى خطيرا جدا".

ثم استقبل بري المطرانين انطوان نبيل عنداري وبولس عبد الساتر موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وتناول الحديث التطورات الراهنة.

السفير السوري
واستقبل بعد الظهر السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء: "الزيارة لمعايدة دولته بعيد الاضحى المبارك، وطبعا كانت فرصة للاصغاء والحوار معه حول أوضاع المنطقة، الاوضاع الامنية والانتصارات التي تحققها سوريا ومحور المقاومة. وكان دولته متفائلا وقلقا في الوقت نفسه لأن اللاعبين الدوليين لم يحزموا أمرهم في اتجاه لغة حازمة وحاسمة في مواجهة الارهاب بشكل واضح وصريح، لكنه كان أكثر وثوقا نتيجة صمود سوريا وانتصارات جيشها، خصوصا في المحاور الاساسية، في حلب ودمشق واللاذقية وحمص ومجمل المناطق التي يتصدى فيها الجيش السوري لهذا الارهاب الممول والمسلح من العالم الذي بدأ يستشعر ضرورة الخروج من الاستثمار في هذا الارهاب، ولكن بشكل يحتاج الى وضوح وحسم أكثر".