إن مجمّع "البيبسي" في بلدة البيسارية الجنوبية، الذي يسكن في مخازنه أكثر من 600 لاجئ سوري إضافة الى عائلات لبنانية وفلسطينية في الطوابق العليا، مهدّد جدياً بالانهيار. فقد أنهت شركة SATCON الهندسية، الشهر الفائت، دراسة أنجزتها لمصلحة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UN-HABITAT قامت فيها "باختبار الإسمنت والفولاذ الصلب لموقف سيارات تحت الأرض يتم استخدامه كملجأ للاجئين السوريين"، بعدما انهارت أربعة أسقف منه هذه السنة، وأتت الخلاصة أن المبنى معرّض للانهيار، لذلك لا بد من إخلاء قاطنيه في أسرع وقت ممكن.
كشف الفحص البصري للعناصر الهيكلية للطابق السفلي، وفق ما يرد في تقرير الشركة، أنّ هناك "تدهوراً حاداً في الإسمنت يتجلى في وقوع أجزاء من المبنى، خاصة من ألواح السقف، وانخفاض الجسور، ما يؤدي إلى الكشف عن حديد التسليح في مواقع عدة ". كذلك هناك "تدهور حاد في حديد التسليح، وهذا ما يؤكده الفرق بين أقطار شرائط الحديد الفعلية والاسمية.
كذلك، فإن الفولاذ المستخدم مشوّه"، ويضيف التقرير "وجود عدد كبير جداً من الشقوق المعتدلة والحادة على طول الواجهات بين الأعمدة والجسور والجدران، حتى إن الشقوق المعتدلة مرئية داخل الجدران". يتحدّث التقرير أيضاً عن "انحناءات في الجسور" و"تسرب مياه يساهم في تآكل الحديد وتساقط الباطون".
وعليه عادت الاجتماعات بين الأطراف المعنية لتفادي مجزرة قد تحصل في أي لحظة. فقد عُقد منذ أسابيع اجتماع مع محافظ الجنوب ضمّ ممثلين عن وزارة الشؤون الاجتماعية، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية UN-HABITAT وجمعيات أخرى، تم فيه عرض الدراسة من أجل إيجاد حلول لأكثر من 600 شخص، بينهم 360 طفلاً، يقطنون في المجمع. لذلك تم إبلاغ مخازن الخشب الموجودة في الطابق الأرضي بقرار المحافظ منع نقل الأخشاب نظراً إلى الضغط الذي يشكله نقل أطنان من الخشب في الشاحنات على أسس المبنى. ولأن ترميم المبنى غير مطروح إطلاقاً على أجندة المفوضية، نظراً إلى الظروف الصحية والإنسانية البائسة التي يعانيها القاطنون في المخازن من انعدام ضوء الشمس والهواء وانتشار الرطوبة والأمراض، إضافةً الى وجود خلافات قديمة على المبنى بين المالكين، كان الحل الأنسب، الذي تقرّر في الاجتماع، تدعيم المبنى بالحديد لجعله آمناً بشكل مؤقت بين ستة أشهر وسنة، ضمن تكلفة تصل الى 10 آلاف دولار، بانتظار وضع المفوضية خطة كاملة لإخلاء اللاجئين من المخازن. فقد أعلن المحافظ في الاجتماع، على ما نقلت مصادر متابعة، رفضه إصدار قرار بإخلاء المبنى من دون وجود خطة إخلاء، وعليه ستبدأ المفوضية دراسة الحالات الأكثر فقراً في المبنى لتأمين مساكن بديلة في حين ستؤمن للحالات الأقل حاجة بدلاً سكنياً لشهرين الى حين إيجاد مأوى بديل. وقد نقلت مصادر رفض اللاجئين نقلهم من المبنى لعدّة أسباب، من بينها قرب المكان من البساتين التي يعملون فيها، وعدم رغبتهم في التشتّت، إذ إنّ الموجودين هم عبارة عن نحو 6 عائلات كبيرة ومتشعّبة.
(الاخبار)