اعلنت واشنطن اليوم عدم التوصل الى الاتفاق المرجو مع روسيا بشأن وقف العنف في سوريا، متهمة موسكو بانها "تراجعت" حول بعض المسائل "الصعبة"، من دون ان تكشفها.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما صرح في وقت سابق اليوم ان واشنطن تتفاوض مع روسيا على وقف العنف في الحرب المدمرة في سوريا، مؤكدا ان الجانبين "يعملان على مدار الساعة"، ومشيرا الى ان "هذه المسألة معقدة للغاية". كذلك، اعلنت وزارة الخارجية ان التوصل الى اتفاق اصبح قريبا، ويمكن ان يعلنه وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم، الا انها اقرت بعد ساعات بانه لم يتم التوصل الى اتفاق.
وصرح مسؤول بارز في الخارجية الاميركية: "تراجع الروس عن بعض القضايا التي اعتقدنا اننا اتفقنا عليها. لذلك سنعود الى عواصمنا للتشاور". واضاف ان كيري ولافروف يلتقيان مجددا الاثنين على هامش قمة مجموعة الـ20 في مدينة هانغتشو الصينية. واكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اللقاء.

وصرح كيري للصحافيين انه التقى لافروف "ساعات عدة" اليوم، من دون التوصل الى اتفاق. وقال: "الجميع يعرف كم انها مسألة معقدة، بسبب وجود مختلف القوى. هناك بعض النقاط المحددة التي سيدقق فيها (لافروف) ويعرضها. كذلك سانظر فيها شخصيا".

واضاف: "اذا لم نتوصل الى (اتفاق)، فسناخذ كل ما يلزم من الوقت للتأكد من اننا نفعل ما يضمن لنا فرصة النجاح". وتابع": "سنراجع بعض الافكار الليلة، بينها مسألتان صعبتان، وسنعود ونرى اين وصلنا".
واضاف: "لن نتسرع"، مؤكدا اهمية التوصل الى اتفاق "لانهاء هذه المهمة". واكد انه لا تزال هناك "مشكلتان صعبتان" يجب معالجتهما، رافضا الكشف عن تفاصيل.

وتعتبر المحادثات في هانغتشو جولة جديدة من الجهود الديبلوماسية حول سوريا، بعدما اخفقت المفاوضات الماراتونية بين كيري ولافروف في جنيف في التوصل الى نتيجة.وحدد كيري بعد ذلك اولويتين لضمان استمرار وقف اطلاق النار، احداهما الرد على انتهاكات النظام السوري وضبط جبهة "فتح الشام"، "جبهة النصرة" سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة". وقال بهذا الصدد ان "النصرة هي "القاعدة"، ولا يمكن ان يخفي تغيير اسمها حقيقتها وما تحاول ان تفعله".

وفشلت اتفاقات وقف اطلاق نار سابقة، وقال اوباما اليوم ان واشنطن تتعامل مع المحادثات "ببعض التشكيك (...). لكن الامر يستحق المحاولة". واضاف: "حتى لو اقتصر الامر على حصول الاطفال والنساء والمدنيين الابرياء على الطعام والامدادات الطبية التي تعينهم في رعب التفجيرات المستمرة، فالامر يستحق العناء".

 أ.ف.ب