عقد الاساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية مؤتمرا صحافيا، ظهر اليوم في نقابة الصحافة، بعنوان "التفرغ حق لنا" حضره عدد كبير من الأساتذة الذين توافدوا من المناطق كافة. وقد توجه الأساتذة بعد المؤتمر بمسيرة إلى عين التينة لتسليم كتاب بمطالبهم إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ثمّ إلى رئيس الحكومة تمام سلام.

واستهل المؤتمر بكلمة لنقيب الصحافة عوني الكعكي اكد فيها دور الاستاذ في عملية التعليم، معربا عن تقديره لرسالة الاستاذ "الذي مهما اعطي من حقوق تبقى قليلة امام التضحيات التي يقدمها في سبيل الأجيال الناشئة". ودعا الأساتذة إلى "التعامل مع اي موضوع بمحبة وهدوء خصوصاً وان وضع البلد حساس"، متمنياً أن "لا يستغل أحد هذه القضية العادلة والمحقة وان تبقى في الإطار المهني".

وتمّ تلا الدكتور هلال درويش بياناً باسم الاساتذة المتعاقدين، بعنوان "التفرغ في الجامعة اللبنانية حق للأستاذ المستحق وواجب على الجامعة". وقال: "تنادينا نحن الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية، إلى سلسلة أعمال واثقة الخطوات، سديدة الرمي، متلاحقة الزمن، حتى نحظى بالوضع اللائق لحملة المشاعل، وقادة الفكر، وصناع الألباب، وحتى نضمن استمرار العطاء، ‏وتدفق الأمل، وانتشار المعرفة، وبقاء الصرح الجامعي منارة تعلو الآفاق، وتبث الإشراق الساطع. ومن سلسلة ‏الأعمال هذا المؤتمر، لكي تصل الرسالة، وتدوي الكلمة، وتبلغ حيث ينبغي أن تبلغ".

وأضاف: "يعيش الاستاذ الجامعي في الجامعة الأم وجامعة الوطن، هاجسا من الخوف والقلق قد يبعده بعض البعد عن البحث العلمي وعن معاني رسالة التعليم، ألا وهو الاستقرار الوظيفي والتفرغ في الجامعة. وعوضا عن انصافه ودعمه يتجه القيمون على الجامعة الى اتقان اللعب بورقة التفرغ للاستمرار بالتحكم بمصير الأستاذ الجامعي وتقييد حريته تحت وطأة بعث الخوف فيه على التعاقد وعلى النصاب، ولكننا نطمئن الجميع: لن نخاف ولن نتوقف".

ودعت لجنة الأساتذة، "من موقع المسؤولية، المتعاقدين في الجامعة اللبنانية، جميع الأساتذة المتعاقدين بالساعة، إلى الإلتحاق بالركب، ركب المناداة بوجوب تصحيح الأوضاع في الجامعة، من خلال إقرار ملف التفرغ بعد أن ترفعه ‏الفروع والوحدات ‏وفقا للأصول، وصولا إلى تطبيق أنظمة الجامعة وقوانينها الداعية للتفرغ الآلي لكلّ مستحق".

كما دعت اللجنة القيمين على الجامعة إلى التفكير مليا بمصير مئات الأساتذة المستحقين وكرامتهم، سواء من استثنوا من مرسوم التفرغ، رغم استيفائهم الشروط، أو من استوفوا شروط التفرغ بعد اصدار المرسوم المذكور. ودعتهم الى التفكير مليا بمصير الجامعة اللبنانية التي لا يمكن لها أن تنهض من دون استيفاء ‏‏الكادر الأكاديمي الحقيقي المتفرغ لتحقيق مصلحة الطلاب ومصلحة الجامعة والوطن".

وأكّدت أنّ "التفرغ بالنسبة إلينا ليس فقط راتبا شهريا ولا ضمانا صحيا ولا كرامة للاستاد وانما يعني لنا التفرغ للعمل ليؤتي أينع الثمار ، والتفرغ للبحث العلمي كي تتعمق معرفتنا بالكون وأسراره، ويعني لنا أيضا شموخ الدار التي ننتمي ‏إليها، يعني ارتقاء الجامعة التي يظلنا سقفها الوارف".

وقال درويش: "من هذا المنبر، نعلن أن الجامعة الوطنية لا تنهض، والمجتمع لا يقوم، في ظل دولة ترى في المعلم والأستاذ الجامعي هدرا ‏لماليتها، ‏وترى في الطالب عبئا على موازنتها واستهلاكا لتجهيزاتها. ومن هذا المنبر نؤكّد أنّ اعتبار الأستاذ ‏الجامعي ديكورا وكماليات في الجامعة ‏من شأنه أن يحط من كرامة الجامعة والتعليم إلى أسفل سافلين. ولا بد من ‏إيضاح أن إقرار ملف التفرغ يوازي بأهميته تعيين رئيس الجامعة وتعيين العمداء، ‏ولا يعوقه إجراءات انتخاب رئيس ‏الجمهورية أو الانتخابات النيابية، فمهما حققت الحكومات من إنجازات تبقى ‏عاجزةان لم تؤمن مقومات التعليم العالي وعلى رأسه الكادر التعليمي".

وأضاف: "نتوجه بهذه الرسالة إلى جميع القيمين على الوطن، وننتظر من معالي وزير التربية اتخاذ كل ما يلزم من ‏إجراءات ‏وجهود لإقرار ملف التفرغ. أليس حرمان بعض الطلاب التقدم لامتحانات الدخول إلى الجامعة ‏استدعى إجراء دورة ‏تكميلية لهم؟ لكن هذا الجهد لا يكتمل إن لم يجد هؤلاء الطلاب من يعلمهم بعد دخولهم إلى الجامعة وهذا من نافل القول".

ويسعدنا من هذا المنبر ان نحيي من حفظ حقهم بالتفرغ رغم استيفائهم للشروط المعتبرة، ثم اقتضت طبيعة الامور غير الطبيعية في لبنان ان يحرموا من التفرغ في الدفعة الاخيرة، لكن الامل الذي يخالجهم سيبقى ينير مسيرتهم الى ان يتحقق حلم الجميع باذن الله.

وختم: "ولا يسعنا في نهاية كلامنا هذا إلا أن نشكر من صميم قلوبنا كل من حضر هذا المؤتمر أو باركه أو أسهم ‏في انعقاده ‏أو أدلى بأي نصيحة تعزز من فرص نجاحه.‏ وثمة شكر خاص لنقابة الصحافة التي استضافتنا، فهي تدرك كنه ‏الكلمة، وأثر الفكر، وأمانة الرسالة".