«وضع البلاد في نهاية العام سيكون على مفترق طرق وعامل الوقت ليس لصالح الجميع».. هذا التحذير الواضح والصريح الذي أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، إذا ما اقترن بالتحرك المصري الدافع باتجاه الإسراع في حل الأزمة الرئاسية، يدل على كون اللبنانيين باتوا على شفير هاوية لا مفرّ منها سوى باتخاذ قرار سريع بمغادرة مركب التعطيل واللحاق بركب الحلول الوطنية المرتكزة والمحتكمة أولاً وأخيراً إلى الدستور، سيما وأنّ وزير خارجية مصر سامح شكري نبّه اللبنانيين من تصاعد المخاطر على المنطقة ونصحهم، وفق ما لخّصت مصادر لبنانية لـ«المستقبل» فحوى الرسالة التي نقلها في مجمل لقاءاته، بأن «يستعجلوا الحل الرئاسي لأنه اليوم أفضل وأسهل من الغد في ظل التدهور المتصاعد في المحيط».

وعن زيارة شكري التي اختتمها أمس بسلسلة لقاءات شملت بيت الوسط والرابية ومعراب، رأى السفير المصري محمد بدر الدين زايد أنها «أتت في توقيت بالغ الأهمية في ظل استمرار تعقّد الأوضاع اللبنانية وتصاعد القلق من اشتداد الأزمة من دون وجود أفق واضح للحل حتى الآن»، موضحاً لـ»المستقبل» أنّ حصيلة الزيارة أظهرت «عنصرين إيجابيين الأول يؤكد وجود اتفاق بين كل الأطراف اللبنانيين حول عدم إمكانية استمرار الوضع على ما هو عليه ولا بد بالتالي من حل الأزمة، والثاني أنّ جميع الأفرقاء الذين التقيناهم أبدوا رغبتهم بأن تلعب مصر دوراً في تسهيل الأمور والمساعدة في الحل ربطاً بالموقف المصري الثابت في عدم التدخل في الشؤون الداخلية»، وأردف: «لا توجد دولة لديها علاقة بكل المكونات اللبنانية كمصر التي تمتلك علاقات مع المكون الإسلامي بكافة تلويناته ومع المكون المسيحي، وكذلك الأمر مع الدروز الذين تجمعنا بهم روابط قديمة وهذا ما يتيح لها هذه المكانة».

ورداً على سؤال، أجاب: «لم تتبلور مبادرة حتى الآن لكن التحرك المصري الراهن هدفه تحديد مسارات للمساعدة وستكون هناك دراسة لنتائج الزيارة وسوف تستمر المشاورات لبلورة أمور محددة»، مضيفاً: «هدف الزيارة استطلاعي للاستماع مباشرة من الأطراف كافة لوجهات نظرهم، ونحن لدينا تصور واضح ورؤيا هي حالياً قيد التبلور ليُبنى على الشيء مقتضاه».

وعن أسباب عدم حصول لقاء بين وزير الخارجية المصري وممثلين عن «حزب الله»، أكد زايد أن «الأمر ليس مستحيلاً»، لافتاً إلى أنّ «مصر لديها علاقات تاريخية مع المكوّن الشيعي وتتحفظ بشدة على الاستقطاب السني الشيعي»، وختم بالقول: «لم يحصل لقاء مع «حزب الله» لكننا لم نغلق الأبواب وهم كذلك لم يغلقوا الأبواب، نحن حريصون على التواصل مع الجميع وعلى بلوغ كل ما يفتح الأبواب».

مجلس الوزراء

واليوم يدخل مجلس الوزراء أولى محطات ملف التعيينات العسكرية مع طرح وزير الدفاع سمير مقبل 3 أسماء مقترحة للتعيين خلفاً لأمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، غير أنّ مصادر وزارية استبعدت حصول أي من هذه الأسماء على نصاب الثلثين (16 صوتاً) اللازم للتعيين، وأكدت في ضوء ذلك لـ«المستقبل» أنّ المخاوف من تمدد الشغور إلى المراكز الأمنية والعسكرية ستدفع مقبل إلى اتخاذ قرار بتأجيل تسريح خير، ما سيفتح الباب تلقائياً أمام خطوة مماثلة لتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي في وقت لاحق من الشهر المقبل ربطاً بتعذر التوافق على مرشح يخلفه في قيادة المؤسسة العسكرية قبل 30 أيلول تاريخ انتهاء ولايته، وهو التاريخ نفسه الذي تنتهي فيه ولاية رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان غير أنّ عدم إمكانية التمديد لسلمان ستحتم على مجلس الوزراء تعيين خلف له في رئاسة الأركان.