أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر ان "لبنان يعاني اليوم استحقاقا رئاسيا لم ينجز، وبالتالي علينا معالجته"، مجددا دعوة النواب الى "النزول الى المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية". 

وقال في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال": "موقف كتلة "المستقبل" من خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخير مبدئي وليست المرة الاولى التي نعلن هذا الامر، ومن المؤكد ان الرئيس سعد الحريري له الحرية في قول ما يريد، ولكنه لا يخرج عن المواقف المبدئية في هذه المسألة. وموقفنا المبدئي معروف، وخصوصا اننا نعيش في نظام ديموقراطي برلماني وهناك دستور. واعتقد ان كل الازمة السياسية التي نعيشها هي نتيجة ابتعادنا عن تطبيق الدستور بحرفيته ونصه. اضف الى ذلك، نحن نعاني اليوم استحقاقا رئاسيا لم ينجز، وبالتالي علينا معالجة هذا الاستحقاق على انه استحقاق رئاسي لا ان نأتي بهذا الاستحقاق وهو مشكلة اليوم ونضيف اليه مشاكل اخرى من اجل حله. اليوم هناك استحقاق رئاسي وعلى النواب ان ينزلوا الى المجلس من اجل انجازه وليفز من يفز وبهذه الطريقة نطبق الدستور، وهذا ما يفترض ان يحصل". 

وعما أشيع في الاعلام من ان هناك توجها لتولي العماد ميشال عون سدة الرئاسة في مقابل وصول الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة، قال: "نحن نعترض على هذا الامر، والامور لا تدار بهذه الطريقة وكأننا نسقط كل المؤسسات بهذا العمل، ولا يجوز ان نتجاوز الدستور وكل مشكلتنا اليوم سببها اننا نتجاوز الدستور والمؤسسات، ودائما عندما نواجه مشاكل او ظرفا صعبا علينا العودة الى الدستور والمؤسسات". 

وأضاف: "موقفنا اليوم من الجنرال عون لا علاقة له بملف رئاسة الحكومة، وهي مسألة مبدئية وهناك اختلاف مبدئي بيننا وبينه وهو في الحقيقة من يصعب الامور علينا وعلى نفسه، وبالتالي ليس هناك من رابط بين الرئاسة الاولى والحكومة، هذا من جهة. ومن جهة ثانية، هذا التعاطي وهذا الاسلوب مرفوض وبطريقة أوضح وكأنه يقول لك "تفضل هناك عقد اذعان يجب ان تقبل به وليس هناك من خيار ثان امامك" وهو امر غير مقبول بمعنى "إما ميشال عون رئيس جمهورية او لا رئيس للجمهورية في لبنان"، وهذا المبدأ مرفوض".

وأكد ان "تيار المستقبل" يطرح الحلول دائما ونحن ما زلنا نضحي وندفع ثمن على اننا "ام الصبي" بصورة دائمة ومن يدري الى متى نبقى هكذا". وقال: "نحن لم نقطع الاتصال بأي طرف ولكن هناك امور غير مقبولة، ونحن لا ننكر ان هناك اتصالات في السابق بيننا وبين "التيار الوطني الحر" انتجت حكومة ولاحقا ماذا حل بالحكومة؟ هي تتعطل بحجة عدم وجود رئيس". 

وعن امكان فصل لبنان عن الصراع في الخارج، قال: "من الطبيعي ان نفصل لبنان عن الصراع في المنطقة ونحن اليوم في هذا المنحنى بنسبة كبيرة لولا تدخل البعض بما يجري في سوريا". 

وردا على سؤال، قال: "هل سمع أحد انه صدر عن الرئيس الحريري او عن "تيار المستقبل" شيء في ما يخص السلة الكاملة؟ ونحن من كان يقاتل هذه السلة، واكثر من ذلك اقول انه لو كان الموضوع موضوع "استقتال" على رئاسة الحكومة هل كان من الصعب التفاهم على هذا الامر؟ وكنا سرنا بالعماد عون رئيسا للجمهورية وبالرئيس الحريري رئيسا للحكومة وانتهى الامر، ولكن الامور ليست هكذا". 

وعن كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يرى به ان المصلحة الوطنية تقتضي ان يأتي الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة لأن من شأن ذلك ان يؤدي الى تحصين الشأن الداخلي، اجاب: "هذا الكلام هو رد على كلام السيد حسن نصر الله الذي قال انه منفتح على جميع الخيارات بعد انتخاب عون رئيسا للجمهورية لذلك قال بري ان المصلحة تقتضي ان يأتي الحريري رئيسا للحكومة".

وفي ما بتعلق بالاتصالات بين بري و"تيار المستقبل" في شأن قانون الانتخاب، قال: "هناك تفاصيل يمكن حلحلتها من طرفنا ومن طرف بري وليس في اتجاه واحد فقط. يجب توحيد المعايير بالنسبة الى تقسيم الدوائر بين اكثري ونسبي مثلا". وأكد انه "لن يتم التمديد من جديد للمجلس النيابي، ولا أحد لديه لا رغبة ولا جرأة للقيام بالتمديد". 

وتطرق الجسر الى حوار "المستقبل" - "حزب الله"، وقال: "ناقشنا بالامس التطورات السياسية، الاستحقاقات الدستورية وقانون الانتخابات النيابية، وعندما توجد امور متشنجة نعمل على علاجها والاجواء اخف تشجنا في هذه الفترة. والتقدم بطيء بالنسبة الى الحوار ورئاسة الجمهورية". 

وعن الصراع في طرابلس، قال: "لا يمكن ان نسقط ان الدولة والامن غابا عن طرابلس، ولو ان الامن وفر حمايات للناس منذ بداية الامر لما كان احد حمل السلاح ليدافع عن نفسه، ومن المؤسف ان طرابلس استخدمت صندوق بريد ساخنا في هذا الموضوع، وكل الذين يحاكمون في هذه القضايا مظلومون في هذه التهم، وكذلك الاحكام جائرة. هذا ليس دفاعا عن الاشخاص بل دفاع عن المظلومية".