تتوالى خسائر نظام بشار الأسد في حلب على الرغم من المشاركة المباشرة لـ»حزب الله» والميليشيات العراقية والأفغانية التي تمولها إيران، وبغطاء جوي روسي وغارات متواصلة غطت أمس مختلف مناطق سوريا. فقد تمكن ثوار الجيش السوري الحر أمس من قطع آخر طرق إمداد قوات الأسد في حلب. وفيما كانت موسكو تعترف بمقتل جندي في سوريا، كان تنظيم «داعش» ينسحب من مدينة منبج في محافظة حلب مع تقدم «قوات سوريا الديمقراطية»، خاطفاً أكثر من ألفي مدني لتغطية انسحاب مقاتليه.

اذاً، قطع الثوار طريق خناصر جنوب حلب وهو طريق إمداد النظام الوحيد إلى المدينة، عقب سيطرتهم ليل الخميس ـ الجمعة على مواقع قوات النظام في محمية الغزلان بالقرب من طريق خناصر بريف حلب الجنوبي، وباتوا في مواقع مشرفة على الطريق من حيث يمكن شلّ حركة قوات النظام.

وأفاد بيان مصور نشره «جيش النصر«، أحد تشكيلات الجيش السوري الحر على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أنه بالتعاون مع بعض الفصائل المعارضة، قطعوا إمداد النظام في حلب من طريق خناصر، وذلك عقب سيطرتهم على محمية الغزلان، والاستيلاء على بعض الأسلحة والذخائر، وقتل عدد من عناصر قوات النظام.

وقال مدير المكتب الإعلامي في جيش النصر محمد رشيد، إن «جيش النصر« وبالاشتراك مع «حركة بيان«، وبعد أن طردوا قوات النظام من محمية الغزلان بشكل كامل، بعد ساعة على بدء معركة أطلقوا عليها اسم «غزوة حمراء الأسد«، قطعوا طريق خناصر نارياً، وهو الطريق الوحيد لإمداد النظام في حلب، والذي يربط مدينتي حماة وحلب مروراً بالسلمية فإثريا ثم خناصر والسفيرة، مؤكداً استمرار الثوار في سيطرتهم على محمية الغزلان ورباطهم على النقاط الجديدة التي سيطروا عليها.

كما دمر «جيش النصر« صباح أمس تركساً لقوات النظام على جبهة قريتي الزغبة والطليسية في ريف حماة الشرقي، إثر استهدافه بصاروخ «فاغوت«.

وفي رد على سلسلة الإنجازات للثوار السوريين، تناوبت أمس أكثر من 15 طائرة حربية روسية على قصف مدن وبلدات محافظة حلب، ما أدى لسقوط عشرات الشهداء والجرحى، في الوقت الذي تمكن فيه الثوار من إلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الأسد والميليشيات الطائفية.

وقال ناشطون إن 6 أشخاص مدنيين سقطوا شهداء بعد أن استهدفت الطائرات الروسية سوقاً للخضار قرب بلدة عويجل في الريف الغربي، في حين سقط 3 شهداء في مدينة دارة عزة إثر غارات جوية مماثلة.

وفي مدينة حيان تسببت غارات روسية بسقوط 12 شهيداً، هم 9 أطفال و3 نساء.

وفي شمال حلب دمرت الطائرات الروسية مشفى الأطفال ومشفى النسائية في بلدة كفرحمرة، ما أدى لاستشهاد ممرض ومسعف، إضافة لإصابة عديد من الكادر الطبي والمرضى بجروح متفاوتة.

أما في مدينة حلب فقد أغار الطيران الروسي ونظام الأسد على أحياء الراشدين وجب القبة والصاخور وباب النصر وباب النيرب وقاضي عسكر والألمجي والسكري ومساكن هنانو مشروع 1070 شقة، ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.

وعلى صعيد الاشتباكات، حاولت مجموعة تابعة لقوات الأسد التقدم الى كتلة البلدية في الراموسة، حيث سقطت في كمين محكم نفذه الثوار أدى لسقوطهم بين قتيل وجريح.

واستهدف الثوار معاقل الأسد والميليشيات الطائفية في معمل الإسمنت جنوب حلب بقذائف الهاون، وتمكنوا من تدمير عربة «ب ام ب« ومدفع 23. كما تمكن الثوار من تدمير دبابة «ت 72« بمن فيها على جبهة حي الشيخ سعيد بمدينة حلب، وقاعدة إطلاق صواريخ كونكورس في قرية الحويز بالريف الجنوبي.

وفي مدينة إدلب شن الطيران الروسي صباح أمس غارات جوية عدة طالت معرة النعسان، ما أدى لسقوط شهيد وعدة جرحى، كما استهدفت الطائرات الحربية مدينة خان شيخون بغارات جوية عدة استهدفت منازل المدنيين وأسفرت عن 4 شهداء وعدد من الجرحى، إضافة لدمار كبير في البنى السكنية، وعملت فرق الدفاع المدني على نقل المصابين والشهداء للمشافي الطبية.

وإلى حمص حيث كثف الطيران الحربي أمس من غاراته على المدينة مستهدفاً مدن تلبيسة والرستن وقرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي ما أدى لسقوط شهداء وجرحى.

وشنت قوات الأسد والميليشيات الطائفية الداعمة لها، أمس، هجوماً عنيفاً على مدينة داريا في الغوطة الغربية بريف دمشق، في محاولة جديدة لاقتحامها، ودارت معارك بين الثوار وقوات الأسد المدعومة بالميليشيات على الجبهة الجنوبية للمدينة، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر الأخيرة.

واندلعت مواجهات مماثلة على جبهة حوش نصري في الغوطة الشرقية، تمكن الثوار خلالها من تدمير دبابة «تي 72« لقوات الأسد.

وشن الطيران الحربي التابع لنظام الأسد غارات جوية عدة على مدينتي دوما وعربين وبلدتي النشابية والشيفونية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، معظمهم من الأطفال.

وفي منبج، سيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على كامل مدينة منبج بريف حلب الشرقي، وذلك عقب انسحاب عناصر تنظيم «داعش« منها، وخطفهم أكثر من ألفي مدني أثناء انسحابهم، وفق ما أفاد المتحدث باسم مجلس منبج العسكري المنضوي في «قوات سوريا الديمقراطية« شرفان درويش والمرصد السوري.

وفي موسكو، أعلن حاكم منطقة في القوقاز الشمالي الجمعة مقتل جندي روسي في سوريا من دون تقديم تفاصيل، ما يرفع الحصيلة الرسمية لقتلى الجيش الروسي في سوريا الى 19.

وكتب حاكم منطقة كباردينو ـ بلكاريا في القوقاز الشمالي يوري كوكوف على موقع انستغرام «سقط عسكر بيغوييف بطلاً في أثناء تنفيذ مهمة عسكرية في سوريا».