لطالما سمعنا عن اعتداءات على مسلمين ومسلمات في دول أوروبية وغربية عدة حول العالم، لم تقف عند حدود الإعتداء المعنوي بل تعدّته في بعض الأحيان الى الإعتداء الجسدي وحتى القتل، وليس من قبل مدنيين فقط بل أيضاً رجال شرطة وسلطة. واليوم تضاف الى سجّل الإنتهاكات قصة سيدة لبنانية تعرّضت للإهانة في أوغندا بسبب حجابها. فما الذي حصل بالضبط؟! 

مروة عثمان، محاضرة بارزة في الجامعة اللبنانية الدولية - كلية الفنون والعلوم "LIU" وصحافية حرّة، كانت ضحية جديدة للإعتداء على الحريات، بعد أن طُلب منها أن تخلع حجابها في مطار إنتيبي الدولي في أوغاندا مقابل السماح لها بدخول البلاد. وللعلم فقط، فإن عدد مسلمي أوغندا لا يقلّون عن 20%. 

وتروي عثمان ما حصل معها خلال رحلتها، مع بعثة لبنانية وأردنية من "مجموعة الإستبصار الإستراتيجي" ضمن منظمة "السلام الأزرق" الدولية، للمشاركة في مؤتمر حول "تحديات استدامة المياه في منطقة الشرق الأوسط" في أوغندا، حيث أوقفها مكتب الهجرة في المطار وطُلب منها أن تخلع حجابها مقابل إعطائها تأشيرة الدخول.

وتقول عثمان "قدّمنا طلب للحصول على تأشيرة عبر الإنترنت، وحصلنا كمجموعة على موافقة، فذهبنا الى مكتب الهجرة لأخذ بصماتنا والحصول على توقيع الكتروني"، مضيفة "عندما جاء دوري فوجئت بطلب الوظفة أن أخلع حجابي لتتمكن من أخذ صورة بيومترية لي في مساحة يتواجد فيها ما يقارب الألف شخص."

ورغم أنها أخبرت الموظفة أنها لن تخلع حجابها وطلبت منها أخذها الى مكان مغلق حيث تستطيع امرأة أن تأخذ صورتها إذا كان هذا الإجراء ضرورياً، رفضت رئيسة الأمن في المطار الأمر وأبقتها منتظرة لثلاث ساعات بينما كان الناس يمرّون بشكل طبيعي وطلبت من الموظف أن يتركها هكذا "الى أن يذهب الجميع ويصبح بإمكانها خلع حجابها"!

وفي اتصال مع "الجديد"، يستغرب مكتب وزارة الخارجية اللبنانية ما حصل مؤكداً أن الوزارة لا علم لها به ولم تتبلّغ عنه من أي جهة. كما يبدي استغرابه لطلب موظفة المطار من عثمان الإنتظار ريثما يرحل الجميع، إذ أن المطار يفتح على مدى 24 ساعة وحركة الطائرات والمسافرين لا تتوقف.

عثمان، التي رضخت للأمر لكي لا تؤخر بعثتها بعد ثلاث ساعات من الإنتظار، ولم تجد حلاًّ أمامها سوى استعارة مظلة شمسية من إحدى المسافرات لأخذ الصورة خلفها، تؤكد إحباطها ورفضها لتلك اللحظة التي تعتبرتها "مسيئة ومهينة جدًّا وتدلّ على تمييز بحق أي امرأة مسلمة". وتقول إن لا فكرة لديها لماذا طُلب منها ذلك، مشيرة الى أنها ذهبت الى إيطاليا وفرنسا ولندن وجنيف وبلجيكا، وكمبوديا ولاوس والهند، ولم تطلب أي سفارة أو مطار منها خلع حجابها من أجل صورة بيومترية.

إزاء ذلك، يؤكد المكتب الإعلامي لوزير الخارجية أن الأمر ستتم متابعته، لافتاً الى أن عثمان كان يجب أن تتواصل مع الخارجية اللبنانية أو مع السفير اللبناني في أوغندا، هي أو المنظمة التي كانت تسافر معها.

 

الجديد