يعدّ الماء هو المادة الحيوية الضرورية لجسم الإنسان لتبقى وتصبح صحته بأفضل حال، ومن المفترض شرب الماء على مدار اليوم لأنه يحرك كل التفاعلات الحيوية المرتبطة بالحياة، ولذلك يشدد الخبراء على أهمية تناول من ثمانية الى 10 أكواب من الماء يومياً للحفاظ على الصحة العامة.

والنصيحة التي سمعناها من الخبراء وغير الخبراء هي أهمية شرب الماء على الريق، أي فور الاستيقاظ، لأنه يحافظ على درجة حرارة الجسم، وينشط عمل الأعضاء، ويساعد في طرد السموم، ويخفف الشعور بالتعب، ويحارب الجفاف، ويحسّن جودة سريان الدم في العروق، ويساهم في تحسين أداء الجهاز الهضمي، ويؤثر إيجاباً على الحال المزاجي، ويحد من وتيرة نوبات الصداع عند المصابين به، ويملأ المعدة ما يقلل من كمية الطعام المستهلكة، ويعزز جمال المظهر الخارجي للجلد ويحمي من التجاعيد، ويخلّص من الرائحة الكريهة للفم، ويحافظ على صحة الكلى والمسالك البولية، ويقي من تشكّل الحصيات.

وشرب الماء بعد نوم ساعات طويلة يكون ترحيباً كبير لمساعدة الجسم على البدء بوظائفه والتخلص من النفايات التي تراكمت فيه طوال الليل، ولكن كانت النصائح بشرب الماء الساخن، وشرب الماء البارد، والسؤال الأهم، ما الأفضل؟!

الماء الساخن

ادعاءات كثيرة تشير الى أن شرب الماء الساخن على الريق يملك قدرات شفائية، وأصولها تعود الى النظام الطبي الشعبي الهندي المعروف باسم "أيورفيدا" الذي تتناقله الأجيال منذ أكثر من 3000 سنة، ولا يزال هذا النظام يلقى شهرة واسعة كجزء من الطب البديل في ظل غياب الإثباتات والحقائق العلمية.

وبحسب الطب الهندي البديل "أيورفيدا"، من الأفضل شرب الماء الساخن عند الاستيقاظ صباحاً لأنه مفيد جداً للجسم، كونه ينقي الأعضاء من السموم، ويعزز العمليات الاستقلابية، ويخفف الألم، ويساعد على فقدان الوزن.

ويقال إن شرب الماء الساخن المطعّم بعصير الليمون على الريق يساهم في بعث الحيوية في الجسم، وينشط عملية الهضم بشكل أكبر، ويساعد على تخسيس الوزن بصورة أسرع، ويقلل من احتمال الإصابة ببعض الأمراض، خصوصاً المرتبطة بالسمنة.

حرارة الماء

أما بخصوص حرارة ماء الشرب في فترات الحر الشديد، فإن الناس يفضلون عادة المشروبات الباردة لأنها تعطي إحساساً بالانتعاش في أيام الصيف الحارة، إلا أن طبيب التغذية الألماني ماتياس ريدل لا يوافق على هذا الطرح، لأن الجسم ينشط بقوة عند تناول المشروبات الباردة من أجل الحفاظ على درجة حرارته في فلك 37 درجة مئوية، إذ أن الشرايين والأوردة تتقلص بشدة ومن ثم تسترخي وهذا بالتالي يقود الى التعرّق الشديد، من هنا ينصح الخبراء بالماء الفاتر لأنه الأقرب الى حرارة الجسم الداخلية، ولو لم يكن منعشاً كما الحال مع الماء الشديد البرودة. وفي المختصر المفيد، فإن شرب الماء مهم جداً لكل أعضاء الجسم، بغض النظر عن درجة حرارته وعن موعد شربه، على الريق أو لا، فالمهم أن نشرب ما يكفي من الماء في كل الأوقات، سواء كان بارداً أم ساخناً، شرط ألا يكون شديد البرودة أو شديد السخونة.

(شاشة)