عادت مجموعة من الأمراض المنقولة جنسياً إلى الظهور، بعدما ساد الاعتقاد بأنها اندثرت إلى الأبد ولن تعود، ومن بينها مرض السيلان، ما دفع بخبراء الصحة إلى دق ناقوس الخطر والدعوة لتنظيم حملات توعية في هذا الموضوع.

"مرض السيلان": هو عدوى تنقل جنسياً وتُسمى في بعض بلدان العربية بـ"قرقعة"، وتسببها بكتيريا النيسرية البنية.

وهم قاتل: يقدر معهد روبرت ـ كوخ في برلين عدد المصابين بداء السيلان سنوياً، في ألمانيا لوحدها بين عشرة وعشرين ألف مريض. ومن الصعب الحصول على أرقام محددة لأن التبليغ بالمرض ليس إجبارياً، للاعتقاد بأن الأمراض الكلاسكية المنقولة جنسياً قد انقرضت وتم التحكم فيها على الأقل. غير أن ذلك "وهم قاتل". فعدوى السيلان تعتبر ثالث مرض منتشر في العالم ينتقل عبر العلاقات الجنسية، ويستغرب الخبراء من عودة انتشار هذه الأمراض رغم الاستعمال الواسع للعازل الطبي، ويتعلق الأمر في الغالب برجال نشطين على المستوى الجنسي، كما أن جزء من المصابين يمارس الجنس مع الرجال.

• العدوى: قد تنتقل عدوى السيلان بسبب ممارسة مختلف أنواع الجنس المهبلي والشرجي والفموي، فالأمراض المعدية عبر البكتيريا (بخلاف مرض الإيدز) قد تنتقل باللمس. ويكفي مثلاً، لمس السائل المهبلي بالأصابع حتى تنتقل عدوى السيلان، أو الزهري، كما توضح ذلك الدكتورة فيفيانه بريمر من معهد روبرت ـ كوخ.

• العقم قد يكون من العواقب بعيدة المدى: تظهر الأعراض الأولى بعد أسبوع على شكل إفرازات قيحية من مجرى البول (عند الرجال والنساء). إلا أن المرض ينتشر أحياناً دون أية أعراض ظاهرية، ما يسفر عن حدوث التهاب في الحوض، وقد يؤدي ذلك إلى التصاق في قناة المبيض، وهو الأمر الذي يؤدي في الأخير إلى العقم. وهناك خطر انتقال المرض إلى الجنين، خصوصاً في العينين، بالنسبة للنساء الحوامل المصابات في وقت مبكر بهذه العدوى.

• صعوبة العلاج: وتواجه معالجة هذه الأمراض معضلة مقاومتها المتزايدة للمضادات الحيوية، كما أن تطوير لقاحات مضادة لا يزال هدفاً بعيد المنال. وبهذا الصدد أوصت "جمعية النهوض بالصحة الجنسية" الألمانية بدمج مضادين حيويين هما Ceftriaxon وAzithromyzin في جرعة كبيرة ولمرة واحدة كسبيل لمعالجة مرض السيلان.

وعلى عكس مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) الذي شهد حملات توعية واسعة، فإن الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً غير معروفة عموماً، وهناك جهل بطرق الحماية منها. وبالتالي هناك حاجة قصوى إلى حملات لنشر الوعي بمخاطر هذه الأمراض، خصوصاً عند الشباب.

(صحتي)