هزت انفجارات عنيفة مجهولة الأسباب اليوم، معامل الدفاع شرقي مدينة حلب، وسط تصاعد ألسنة اللهب بشكل كبير ودوي انفجارات متتالية في عدة أجزاء من المعامل.

وقال ناشطون إن انفجارات مدوية هزت معامل الدفاع بريف حلب الشرقي، وسط تصاعد ألسنة اللهب التي شوهدت من مسافات تقدر بعشرات الكيلو مترات، دون معرفة الأسباب التي تسببت بهذه الانفجارات حتى الساعة.

وتعتبر معامل الدفاع في السفيرة أو ما عرف بمعمل الدفاع 790 أحد أكبر معامل الدفاع في سوريا والتي تتمركز في منطقة السفيرة شرق مدينة حلب بأكثر من 20 كم حيث تتموضع هذه المعامل على سفح جبلين جنوب غرب مدينة السفيرة وتحيط بها كتيبتين للدفاع الجوي على قمة كل جبل مهمتها تأمين الحماية لمعامل الدفاع والمستودعات الهائلة الموجودة فيها والتي تعتبر المصدر الوحيد لإمداد قوات النظام في حلب وريفها بكل ما تحتاجه من ذخيرة خفيفة وثقيلة بالإضافة لجعل المعمل موضع لإقلاع وهبوط الطيران المروحي بعد تزويدها بالبراميل المتفجرة التي باتت تصنع داخل المعامل بغية قصف أحياء مدينة حلب بشكل يومي.

تضم مئات الأطنان من القذائف والبراميل بينها مستودعات الـ 400 ويعتبر المعمل مركزاً لتصنيع قذائف الهاون من عيار 82، والهاون 120، والمدفعية 130 ميدانية، وقذائف الدبابات ومدافع 57، بالإضافة إلى الطلقات بكافة أنواعها. كما يوجد داخل المعمل مبنى لتصنيع أسطوانات الغاز الفارغة، ومبنى لتصنيع الأقنعة الواقية من الغازات السامة.  وأخطر معمل لتطوير البحوث العلمية المتعلقة بالسلاح الكيماوي إذ توجد مبانٍ للأسلحة الكيماوية عمل النظام على نقل قسم كبير منها إلى مناطق الساحل منذ عامين تقريباً.

ويشرف على إدارة المعامل عدد كبير من الضباط بينهم خبراء روس يشكلون أكثر من 30 بالمئة من إدارة المعامل وضباط وخبراء من جنسيات إيرانية وكورية وجنسيات أخرى بالإضافة لعشرات الضباط من الطائفة العلوية ممن يشرفون على إدارة الأقسام داخل المعامل ويؤمنون الحماية اللازمة للمعامل إذ تتمتع المنطقة بطوق أمني وعسكري كبير تبدأ بحي الواحة، وهو حي مليء بالشبيحة والمرتزقة وموظفي معامل الدفاع العلويين والشيعة في معظمهم وخاصة رؤساء لجان الشراء ورؤساء ومدراء الأقسام والمعامل.. والضباط وصف الضباط ثم نقطة الباب الرئيسي وتشرف على حراسته مجموعة مؤلفة من أكثر من 50 عنصر مجهزين بالسلاح الكامل هذا بالإضافة لكتيبتي الدفاع الجوي على الجبلين المحاذيين للمعمل من اتجاهين مختلفين.

وتقسم المعامل لعدة أقسام نذكر منها : "معمل الكمامات الواقية من الغازات السامة، معمل أسطوانات الغاز، معمل الأسلحة الكيماوية المراقبة عبر الأقمار الصناعية من قبل روسيا وألمانيا وإيران حيث أكبر مخزون لغاز السارين، معامل صناعة المقاذيف .. والطلقات .. والذخيرة الميدانية ، معمل الخشب، معمل القواطع الكهربائية الصناعية، معامل تصنيع الكلاشينكوف أخمص طي".

وداخل المعامل هناك ما يزيد عن 15 مخرطة للصناعات الدقيقة والثقيلة، وتعمل 24 ساعة .. وتحت إشراف الخبراء الروس والإيرانيين.

 في حين يعمل في المعامل قرابة الـ 2000 موظف بين مدني وعسكري وأغلبهم بعقود شهرية عملت قوات النظام على تهديد قسم كبير منهم بطردهم من وظائفهم في حين أغرقت عدد منهم من الطائفة العلوية والشيعية برواتب عالية وكلفتهم بالإشراف على مخازن ومستودعات الذخيرة والأسلحة السامة الموجودة داخل المعامل وهم مكلفون برقابة كاملة على العمال الأخرين ويقومون بابتزازهم وتهديدهم بطردهم من العمل وقطع رواتبهم في حال تم تسريب أي معلومات عما يجري داخل المعامل.

ونظراً لتمكن الفصائل العسكرية من قطع الشريان الرئيسي لحلب وهو أوتوستراد دمشق حلب الذي يمر من محافظة إدلب في بداية الحراك الثوري عملت قوات النظام على حصر إمدادها لمدينة حلب من معامل الدفاع في السفيرة والتي يربطها بالمحافظات الأخرى من طريق بري وحيد عبر البادية وهو طريق خناصر حماة حيث دارت حوله عدة معارك للسيطرة على أخر طريق لإمداد النظام في حلب وتمكنت من السيطرة على خناصر وقطع الطريق لكن تكثيف القصف الجوي والإمداد العسكري الضخم الذي استخدمته قوات النظام مكنها من استعادة السيطرة على المنطقة وتامين طريق إمدادها الى معامل الدفاع ومنه إلى مدينة حلب.

وفي ظل العيش المستمر تحت وطأة براميل الأسد التي تدك أحياء مدينة حلب بشكل يومي مع استمرار المجازر بحق الشعب الأعزل تبقى عيون من بقي منهم تترقب ذلك اليوم الذي ستهتز فيه عروش الطغاة في معامل الدفاع وتقطع اليد الطولى التي تمد قوات النظام بكل أصناف القتل والتدمير من براميل وقذائف وصواريخ وسط مطالبات عدة لاستهدف هذه المعامل بصواريخ الغراد بشكل يومي علها تخفف من عدد الطلعات الجوية للطيران المروحي وتعطي مجالاً أكثر للعيش بسلام داخل أحياء مدينة حلب الجريحة.

 

شبكة شام