ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، خطبة الجمعة التي استهلها بدعوة "المؤمنين الى ابقاء تواصلهم قائما مع معاني ودروس شهر رمضان بعد انقضاء ايامه ليكونوا من خيرة عباد الله الصالحين الذين تخرجوا من مدرسة الصوم اتقياء انقياء ومن صناع البر والخير والمعروف، فيبادروا الى العمل الصالح والنافع من تعهد للأيتام والفقراء ومد يد العون للمحتاجين ونصرة للمظلومين وأداء لحقوق الجار وبر الوالدين وتجديد الصلة بالأرحام، والى كل عمل يقربنا من الله عز وجل لنكون مصداقا لقوله تعالى: "أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون"، لذلك علينا أن نتعلم من قدوتنا وقادتنا الابرار المتمثلين بالنبي محمد وأهل بيته المعصومين وصحابته الاتقياء معاني الصدق والحق والخير، فنعيد الاعتبار لكل أعمالنا ونسوي اوضاعنا ونصلح شأننا وكل ما فسد من أمورنا، لأننا نحن بحاجة ماسة إلى تصحيح أوضاعنا والى إعادة الاعتبار لقيمنا وتعاليمنا في مواجهة حملات التشويه والانحراف عن جادة الحق، فنعيد تظهير صورة الاسلام باعتباره دين التسامح والعدالة والإنسانية فإسلامنا كريم مبارك ولا يجوز لأحد أن يشوه تعاليمه، وعلينا ان نتصدى لكل عمل يسيء الى الاسلام الذي جاء به رسول الله رحمة للعالمين".

أضاف: "ان الاسلام دين السلام والمحبة والحوار ورفض التعصب والتطرف وحث المسلمين على الانفتاح على الاخرين والتعاطي معهم باحترام وثقة فلا يكفرون احدا ولا يسيئون لاي انسان ولا يسمحون بالعدوان عليه فيحفظوا كرامته وامنه واستقراره. من هنا نطالب المؤمنين ان يشكلوا كتلة ايمانية متراصة تتصدى للارهاب التكفيري الذي يتماهى مع الارهاب الصهيوني في قهر الانسان واخضاع ارادته وامتهان كرامته، وما الفتوى الصهيونية لاحد الحاخامات اليهود بالدعوة لتسميم مياه الفلسطينيين الا وجه من وجوه الارهاب الصهيوني الذي يقابله ارهاب تكفيري خرج عن العقل والدين والقيم وكل التعاليم فاستباح دماء الاطفال والنساء في حي الكرادة وغيرها وحرمة المسجد النبوي وبيوت الله ومقامات الانبياء والاولياء الصالحين واخرهم مقام السيد محمد سبع الدجيل حتى بات عنوانا للشر والباطل والمنكر يستدعي منا قتاله ومواجهته بكل الوسائل والامكانيات".

وطالب "قادة العرب والمسلمين بأن يحاصروا الفكر التكفيري ويجففوا منابع تمويله ويجتثوا جذوره وخلاياه حفظا لدماء الناس وكرامتهم، فيبادروا إلى إقفال المؤسسات والمعاهد والمراكز التربوية والدينية التي تدعم هذه العصابات الإرهابية والإجرامية التي شوهت صورة الإسلام والمسلمين".

وتابع: "ونحن اذ نبارك للمسلمين واللبنانيين عيدهم، فاننا نوجه التحية والتهنئة لرجال الجيش والمقاومة والاجهزة الامنية على سهرهم وحفظهم للامن والاستقرار في أيام العيد وسائر الايام، ونخص شهداءنا الابرار وجرحانا الكرام بتحية الاجلال والتقدير على تضحياتهم وبذلهم الدماء التي حررت الارض وحفظت الوطن وصانت الحدود ووفرت الامن والاستقرار للشعب. ونحن في لبنان اذ نفتخر بأن وطننا استطاع ان يحقق اعظم الانتصارات على الارهاب فدحر الاحتلال الصهيوني عن ارضه واحبط اعتداءاته ومؤامراته كما سحق الارهاب التكفيري بفعل معادلة تلاحم الشعب والجيش والمقاومة".

ورأى ان "لبنان يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التمسك بهذه المعادلة وتحصينها بالتعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا في مواجهة الاستهداف الارهابي ضد البلدين والشعبين الشقيقين، لذا نطالب اللبنانيين بتوفير كل مقومات الدعم لهذا الجيش ليظل ضمانة لحفظ امن واستقرار لبنان".

وختم: "إن لبنان المهدد من الإرهابين التكفيري والصهيوني يناشد أبناءه اللبنانيين جميعا أن يعوا الأخطار المحدقة بالوطن فيواجهونها متمسكين بوحدتهم الوطنية وعيشهم المشترك متعاونين في ما بينهم على إنتاج تفاهمات تسهم في تحقيق توافق سياسي على حل الازمات، فالحوار كان ولا يزال ممرا إلزاميا لتحقيق التوافق الوطني، كذلك الاتفاق على قانون انتخابي عادل وعصري يحقق صحة التمثيل ويسهم في تطوير الحياة السياسية ويخرج المجلس النيابي الحالي من قيد التمديد ولا يعيدنا مكرهين الى قانون الستين، ويسارعوا إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقبولا من الجميع وقادرا على أن يضع قطار الوطن على مسار الوحدة الثابتة والشراكة الحقيقية".