اوضحت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة “الراي” الكويتية، ان “اي إشارة عملية لم تصدر عن جانب الرئيس سعد الحريري او الدائرة المحيطة به تدلّ حتى الآن على انه مقتنع بتغيير خياره في دعم ترشيح رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية ولو ان هناك ارتياحاً واسعاً لدى هذا الفريق الى عودة الحرارة الى قنوات التنسيق والحوار واللقاءات المباشرة مع “القوات” اللبنانية”، كما ان اوساط “القوات” لا تتحدث عن اختراق في ملف الرئاسة بعد، ما يعني ان مسعى رئيس حزب “القوات” اللبنانية سمير جعجع لا يزال طي المرحلة التجريبية والطرح المبدئي لوجهة نظره”.

وأكدت المصادر المطلعة ان “الدوائر المحيطة ببري تجزم بأن لا صلة بين تفاهمه مع “التيار الوطني الحر” حول ملف النفط والموضوع الرئاسي ولا صحة تالياً للتقديرات المغالية في تصوير هذا التفاهم جسر عبور لحسم موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري ايجاباً من انتخاب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون. علماً ان رئيس البرلمان لا يزال متمسكاً بترْك موقفه من الخيار الرئاسي متفلتاً حتى اللحظة الحاسمة التي تملي عليه إعلان هذا الموقف”.

ولفتت الى انه “سيتعين على القوى الداخلية انتظار إشارات معينة تصدر عن الفريق الحريري في قابل الايام، خصوصاً بعد استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للحريري مساء السبت واستضافته الى الافطار في مكة ولو الى جانب ضيوف للمملكة مثل الرئيس الأفغاني. اذ انها المرة الاولى منذ مدة طويلة التي ظهرت فيها صورة خادم الحرمين مستقبِلاً الحريري، وهو أمر له دلالته خصوصاً وسط اشتداد الأزمة المالية التي يعانيها الحريري على رأس شركته في المملكة العربية السعودية، كما في البعد السياسي الداخلي الذي قد تتركه هذه المبادرة متى تبيّن انها كانت مدروسة وتتضمن رسالة سعودية معيّنة حيال وضع الحريري تحديداً”.

وفي اي حال، لا تبدو المصادر المطلعة “مقتنعة بان ثمة افقاً متاحاً لتبديل وقائع الأزمة الرئاسية وتستبعد وفق الواقع القائم اي فرصة واقعية امام تبديل “الستاتيكو” الداخلي لمصلحة ترجيح كفة مرشح رئاسي على آخر خصوصاً ان معطيات الارتباط بين الأزمة الرئاسية والمعطيات الاقليمية آخذة بالاشتداد وليس العكس”.