لفت عضو كتلة "القوات" النائب جورج عدوان إن المشهد الوطني الراهن يدعو إلى القلق لأن الدولة مستضعفة وهيبتها مستباحة وقرارها في الكثير من الأمور مخطوف إلى حيث يجب ألا يكون والمدى الذي بلغه الاستهتار بالصالح الوطني العام، بات يهدد الكيان اللبناني نفسه، وبات لبنان وكأنه متروك على قارعة المصالح الإقليمية والدولية، مشيرا الى انه "في ظل هذه الأجواء التي تنذر بالأسواء بقي حصنان يقتضي الحفاظ والدفاع عنهما، المؤسسات العسكرية والأمنية بكل فروعها، والمنظومة الاقتصادية والمالية بكل أطرافها".
وخلال تمثيله رئيس حزب "القوات" سمير جعجع برعاية حفل الافطار الذي اقامه الأمين المساعد لشؤون المصالح في حزب "القوات" غسان يارد في قاعة الإمارات في فندق هيلتون - سن الفيل، قال: "لقد نجح لبنان حتى الآن، بفضل جيشنا وقواته الأمنية، في جبه التحديات الكبيرة في مواجهة الإرهاب وما يزال، وثبت مستوى عال من الاستقرار الأمني في الداخل وعلى الحدود. نغتنم هذه المناسبة لنؤكد، إن التعرض للقطاع المصرفي يشكل مساسا بالأمن القومي. ولا مبالغة في القول إن المصارف اللبنانية وقطاعات الإنتاج السياحي والزراعي والصناعي الصامدة، تحمل على أكتافها اليوم ما تبقى من اقتصادنا الوطني. والمعالجة المطلوبة يجب ان تنطلق من ثوابت وطنية نلتزم بها جميعا ونعيد تأكيدها فعلا لا قولا، وهي: إلتزامنا جميعا باتفاق الطائف وبسقف الطائف: فالمرحلة والظروف اليوم لا تسمح بأي قفزة في المجهول وما يحكى عن مؤتمر تأسيسي مغامرة لن نذهب إليها ولن نسمح حتى بفتح أبوابها. العودة إلى لبنان أولا - والى الالتزام بعروبة لبنان، وهو الالتزام بمحيط لبنان العربي والابتعاد عن سياسة المحاور والتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي. اتفاق الطائف حسم مسألة العروبة لتكون عنوانا لهوية لبنان، وليس أداة لسيطرة أي نظام عربي على لبنان. الالتزام بقرارات هيئة الحوار الوطني: من المحكمة الدولية - إلى ترسيم الحدود، إلى سلاح المخيمات، إلى السلاح خارج الدولة".
ورأى ان "محاربة الإرهاب لا يمكن ان تكون إلا بالدولة وبالدولة وحدها. محاربة التطرف ودرء الفتنة لا يمكن ان تكون إلا بالدولة الديمقراطية والدولة المدنية. عودة العلاقة الطبيعية مع محيطنا لا يمكن ان تكون إلا بعودتنا جميعا إلى الدولة ودستور الدولة وقانون الدولة وقرار الدولة. جميع المشاكل التي نعاني منها اليوم مرتبطة بالوضع السياسي الذي علينا ان نعمل لنجد له حلا بأسرع وقت ممكن. والجميع يعلم ان المدخل الوحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية، مما يسمح لكل مؤسسات الدولة أن تعيد انتظام عملها، ويسمح لنا أيضا مع كل الإرادات الصادقة أن ننهض مجددا بالاقتصاد ونوفر فرص عمل للشباب ونعيد تأهيل البنى التحتية في كل لبنان".
ولفت الى ان "كل يوم تأخير في انتخاب الرئيس يعرض البلاد على كافة الصعد أكثر وأكثر"، داعيا الى ان يبدأ حوار بين تيار المستقبل ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون لأن هذا الأمر وحده في الأمد المنظور هو المتاح لإجراء الانتخابات الرئاسية.
وطالب بـ"الذهاب إلى إقرار قانون انتخابي جديد يراعي صحة التمثيل لكل اللبنانيين وينتج تمثيلا لا يقصي اللبنانيين، فقانون الانتخابات هو المدخل الحقيقي لإعادة بناء سليمة لمؤسسات الدولة لأنه يفتح الباب أمام المجلس النيابي ليلعب دور الرقابة والمساءلة ويفتح الباب أمام الناس لمحاسبة ومساءلة نوابهم".