وجه الرئيس أمين الجميل "تحية إكبار الى قرية القاع بكل أهلها"، مشيراً الى ان "هذه البلدة عودتنا على مواجهة القدر"، وقال: "كأن قدر هذه البلدة الجميلة والصامدة ان تواجه كل هذه التحديات والاعمال البربرية التي عانتها منذ فترة طويلة".

وأكد انه "لا يمكن إلا ان نترحم على ارواح الشهداء وان نقف الى جانب الاهالي"، متمنيا "لكل الجرحى الشفاء العاجل".

وأعلن، في حديث الى "صوت لبنان" (100.5)، ان "بلدة القاع قريبة جدا من قلبه"، موضحا انه "يعرف اهلها فردا فردا بعدما ناضلوا سويا في مراحل خطيرة من تاريخ هذا البلد"، وتابع: "بالاضافة الى الواجب الوطني، هناك العنصر العاطفي الذي نتوقف عنده في هذه المرحلة، وخصوصا ان الشهداء والجرحى هم من اقرب الناس الينا، ونأمل ان تكون هذه الجريمة الفاجعة عبرة للبنانيين".

ورأى "اننا كلبنانيين نفرط بمسؤولياتنا تجاه البلد ونقصر بالقيام بأدنى الجهود لانقاذ الوطن"، لافتا الى ان "التعامل بروح اللامسؤولية والتفريط بمؤسساتنا يعني اننا نتقاعس عن القيام بالواجب البديهي، من انتخاب رئيس للجمهورية الى تفعيل اعمال مجلسي النواب والوزراء، وكذلك الامر ملء الشغور ببعض المؤسسات المهمة في البلد".

وشدد على ان "علينا كلبنانيين مسؤولية إعادة الهيبة الى الدولة لكي تقف على رجليها وتواجه عناصر الشر"، معتبرا ان "ادنى واجب، وهو انتخاب رئيس للجمهورية، لا نقوم به"، ودعا الى "اعادة تعزيز مؤسساتنا الدستورية والقضائية والامنية وغيرها".

واضاف: "قوى الشر تعبث بأمننا وكرامتنا وبحياة مواطنينا، في وقت نحن نتسلى ونناقش جنس الملائكة ببعض الاجهزة الامنية إذا كنا سنعطيها امكانات العمل او لا".

ورأى "اننا وصلنا الى مرحلة اصبح فيها المواطن يكفر بالوطن، وباتت الدولة هي عدوة المواطن"، سائلا: "كيف يمكن ان نواجه هذه الاعمال الاجرامية وكل هذه الفرق التكفيرية وقوى الشر التي تأتي من الداخل والخارج؟".

وجدد تأكيد وقوفه "الى جانب أهلنا في القاع، وقال: "نتألم بكل معنى الكلمة لان لدي تاريخا مشتركا مع اهالي القاع والفاكهة ورأس بعلبك، وكل هذه المناطق لديها موقع خاص في قلبي لأنني خضت نضالا طويلا وصعبا مع هؤلاء الاهالي الذين يواجهون كل الصعوبات لتأكيد لبنانيتهم ووطنيتهم وحرصهم على مصلحة البلد وبقائهم في ارض اجدادهم".

وتابع: "في هذه المرحلة، وإذا كانت لدينا وقفة ضمير، فيجب ان نكف عن تعطيل المؤسسات ونتخذ قرارا بانتخاب رئيس في أسرع وقت لإعادة تفعيل المؤسسات"، داعيا الى "استدراك الامر والتوحد حول مؤسساتنا الدستورية لتفعيلها واعطائها كل الزخم والفاعلية من اجل مواجهة هذا النوع من الاحداث في الداخل ولاعطاء صدقية لبنانية للخارج لكي يمد اصدقاء لبنان يدهم الينا باقتناع وسخاء اكبر لأن لبنان في حاجة الى دعم المجتمع الدولي خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان والمنطقة ككل".

واعرب عن خشيته من المستقبل في "حال الاستمرار في التعامل بطريقة اللامبالاة مع مؤسساتنا الدستورية وعدم تعزيز موقع لبنان كمحاور قوي في مواجهة كل هذه الاخطار، وإذا لم نقدم على خطوة إعادة بناء المؤسسات الدستورية والالتفاف حولها".

وحذر من ان "البعض يلعب بالنار ويتلهى ويتسلى بالقشور بينما الأمور أخطر وأصعب"، وقال: "رأينا كيف ان حدود دول من حولنا تزال وتسقط انظمتها ويتشرد شعبها، فيما نحن نتفرج وكأننا غير معنيين وغير مدركين ان الخطر اصبح في قلب البيت"، مشيرا الى ان البعض "يتعامل بلامبالاة ويعطل المؤسسات ويفيد من هذا الوضع لنشر الفساد وزيادته والافادة منه على الصعيد الشخصي عبر صفقات مريبة، في حين ان لبنان يمر بأخطر المراحل".