أعلنت منذ أيام منظمة هيومن رايتس ووتش أن مقاتلي المعارضة في سوريا أحرقوا ونهبوا مواقع دينية للأقليات واصفة ما يجري في سوريا بأعنف إنتفاضات الربيع العربي مشيرة الى تحول الصراع الى صراع طائفي .
وأشارت المنطمة في تقريرها وبناء على شهادات لمواطنين سوريين إلى أن المسلحين من المعارضة قاموا باقتحام كنيسة و سرقوها ونهبوا ما بداخلها وحملت المعارضة السورية مسؤولية هذه الاعمال .
وفي تقارير إعلامية سابقة أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن خشيته من التحولات الطارئة على الثورة السورية معتبرا أن سيطرة الإسلاميين على الثورة من شأنه أن يؤدي إلى إعادة النظر بالوضع السوري بشكل عام , وتحدث منذ أيام الملك الاردني عبد الله الثاني الذي أشار إلى أن تنامي الحركات الاصولية في سوريا على حساب الثورة من شأنه ان يعيق الوصول إلى الحلول المطلوبة للأزمة السورية .
أمام هذا الواقع وبالنظر الى التطورات الميدانية في سوريا يظهر يوما بعد يوم غياب الثورة السورية عن مسرح الاحداث الميدانية وتؤكد التقارير الاعلامية اليومية عن السيطرة الشبه الكاملة للجماعات المسلحة من الحركات الاصولية وغيرها والتي تم استدراجها إلى ساحة القتال ضد النظام في سوريا من دول عدة باتت معروفة ما يؤكد غياب الثورة ميدانيا عن أرض الواقع وبات الشارع كله في يد الجماعات المسلحة التي ما زالت تواجه النظام وما يؤكد ذلك حالة التشتت التي يعيشها اركان المعارضة السورية الذين فقدوا زمام المبادرة ولم يعد بأيديهم اي قرار في الشأن الميداني وبات الجميع بانتظار ما ستؤول إليه المواجهات بين النظام والجماعات المسلحة .
إن هذه التحولات وبموازاة عدم قدرة المعارضات السورية على توحيد صفوفها لمواجهة النظام يعطي هذا النظام مزيدا من الوقت في ظل التراجع الدولي في معالجة الأزمة السورية وإن متابعة زيارة النائب اللبناني وليد جنبلا الى روسيا وعودته بوجهة نظر جديدة حول الأزمة السورية وامدها من شأنه أن يؤكد إعادة خلط الاوراق من جديد على الساحة السورية .