لطالما كانت السلطة هي إنعكاس لشخصية الشعب في البلاد الحرة والديمقراطية, ولطالما بقيت هذه السلطة تحت رقابة الشعب والتي كانت دائما تمارس سلطتها بحذر كي لا ترتكب الهفوات التي من ممكن أن تصبح عائقاً في الأستمرار في الحكم أو المساءلة من قبل الجهات الرقابية والقضائية..

إلا في لبنان,فالشعب يساق كقطيع مدفوع الثمن بإشارات طائفية تبثها وسائل أعلام الأقطاعيين و أمراء الطوائف كطعم يبتلعه الشعب ويصبح كالنعجة المدجنة.

وهذا بالظبط ما ينطبق على بلدية بيروت السابقة والحالية والتي تنتمي لفريق سياسي واحد تتغير فيه الوجوه بينما يبقى المضمون والسياسة واحدة,مستقرة على أهمال وإذلال وإزدراء للمواطن البيروتي والقاطنين في بيروت ,المواطن الذي سمع وصدق من قال قبيل الأنتخابات "زي ما هي" وبعد وعود بأصلاح ما أفسدته البلدية السابقة على الصعيد الإنمائي والأنساني.

فقد سقطت بالأمس سماح سراج الشابة ذو الثانية والعشرين من العمر,أميرة الصبا والجمال كما كانت توصف,سقطت جراء إهمال كبير ومميت حرم والدها الدكتور سراج من متعة النظر إلى فلذة كبده وقضى على أحلامه الوردية لها.

نفق الموت الذي سلب منه إبنته أثناء عودتها من مكان عملها في بشامون إلى منزلها في فردان بعدما تفاجئت سماح أثناء مرورها في النفق الطويل على أوتستراد سليم سلام بالظلمة الحالكة التي وقعت بها عندما دخلت مسرعة محاولة الوصول إلى المنزل قبيل الأفطار,ظلمة يجمع جميع من مر بها على سليم سلام أنه مميتة وتخطف الأبصار وتسبب للسائق غشاوة تمنعه من الرؤية بشكل تام لثوان عندما تدخل السيارة من كامل الضوء إلى ظلمة  دامسة....

قتلت سماح سراج على يد من أئتمنوا على تسير حياتنا ومصالحنا,قتلت على يد من تسبب في قطع الكهرباء عن النفق بالرغم من جميع المخاطر الجلية والواضحة للقاصي والدني جراء فعلتهم وها هي النتيجة..

من يحاسب من؟

من سيأخذ حق سماح من بلدية بيروت أم من وزارة الأشغال أم من المؤسسات الفاسدة التي فازت في مناقصات صيانة الأنفاق في بيروت؟

لقد ذهبت سماح إلى دنيا أجمل, دنيا ستكون عادلة معها وستنصفها,عالم يملؤه الحب والعدل والإنصاف,بينما سيترك أهل سماح يصارعون الحزن والأسى نتيجة الظلم والفساد والذي دفعوا ثمنه غاليا من فلذة كبدهم وقلبهم وحياتهم..