من الآخر..
هذه الحرب المذهبية خاسرة, 
حرب المئة عام هذه لا افق لها مهما غلفتموها بالشعارات
نختلف بالسياسة, نعترض على دخولكم اتون الحرب السورية بإسمنا لكن من يعودون في نعوش صفراء هم اهلنا واقرباؤنا وجيراننا شئنا ام ابينا, 
عندما انجبتهم امهاتهم وعندما كنا نلعب معهم يوماً في الحواكير القريبة لم نأخذ اذناً منكم ولن نأخذه اليوم حين نحزن لفقدهم ونتأثر

إلى حزب الله واظنكم لا تجهلون ان هذه اصعب الحروب واخطرها عليكم و على بيئتكم,
الحروب ضد العدو الصهيوني كان كل لبنان معكم فيها وكذا كل شعوب العرب والعجم وبعض اميركا اللاتينية حتى!

الحروب ضد العدو الإسرائيلي لا يمكن ان تستمر طويلاً, الرأي العام الصهيوني لطالما رأيناه يثور ويُسقط حكوماته ويحاسب على اقل هفوة,
إطالة امد الحرب تُعتبر خسارة بالنسبة للعدو!
هذه الحرب الدائرة رحاها الآن من يعرف متى تنتهي؟ 
كان حزب الله يُعول كثيراً على الحرب النفسية ضد المغتصبين وحماتهم في فلسطين, 
كان يعلن "الإنتصار" بمجرد ان يثور المستوطنون ضد حكومتهم, وفي بيئته ليس ثمة من يسأل والويل الويل لمن يفتح فمه بغير التهليل والهتاف مهما ارتفعت اعداد الشهداء ومهما شهقت جبال الركام!
في الحروب ضد العدو الصهيوني كان الحزب ينعي شهداءه وكان كل لبنان يرثيهم اقله بالتضامن, كان يسميهم شهداء, كيف لا وهم سقطوا في مواجهة العدو الصهيوني؟
في الحروب المذهبية المستحيلة الآن, المعضلة ان قوافل من يسميهم حزب الله شهداء ثمة من يقابلهم على الضفة الأخرى بالتسمية نفسها, 
بيئة حزب الله تستجيب حتى الآن (وإن مع بعض التململ) لرفده بفتية في عمر الورود يعودون في توابيت مجللة بالعلم الأصفر!
في المقلب الآخر كذلك هناك طوابير تنتظر لنيل "الشهادة"!
والمقلب الآخر اكبر مساحة واكثر كثافة بما لا يُقاس!
فمن يصرخ اولاً؟
ليس حزب الله وحده من يجيد الشحن والتعبئة,
الآخرون كذلك والخطورة كل الخطورة ان ثمة من يستجيب على مساحة هذا العالم الإسلامي المتفجر المحقون!
لا, ليس كل من يعترض على سياسة حزب الله واخطائه يكون إرهابياً او خائناً وعميلاً وهيك شغلات..
الخائن والعميل والمغفل هو من يسكت, هو من يفوض امره ومصيره لأي كان دون تجشم عناء السؤال حتى!
كفى مزاحاً
لم يعد هناك الآن شيء إسمه ”مقاومة“ وإلا لكنا كلها معها كما العادة

الوقت لم يعد يحتمل الإستهتار بحياة البشر ومصائرهم
ثمة خطر داهم
لن ينفعنا قاسم سليماني
ولن تنفعنا "الأمبراطورية"
نريد وطناً فقط, نريد لبنان

إلى متى؟

صار السكوتُ جريمة!

 

بقلم: أكرم عليق