دعا رئيس جمعية المبرّات الخيرية، السيِّد علي فضل الله، الى "استنفار كلّ الجهود لتدعيم ركائز البلد السياسية والاقتصادية والأمنية، لمواجهة التحديات التي تواجهه أولاً من العدو الصهيوني الذي نسيناه وهو لم ينسنا، ولا يزال ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض علينا، ومن الإرهاب بكل تلاوينه، والذي يضرب في كل اتجاه، أو من العقوبات المالية الأميركية أو غير الأميركية، فضلاً عما يجري في المحيط من حولنا، وهذا لا يتم إلا بالتماسك الداخليّ، وبتعزيز مناخات الحوار على كلّ المستويات، ولا سيما إعادة بناء الدولة بعد معالجة الشلل الذي بات يطاول كلّ المؤسَّسات".
وفي كلمة له، خلال الافطار السنوي لجمعيات المبرات في ثانويّة الرّحمة في كفرجوز ـ النبطيَّة، رأى فضل الله انه "من حقّ إنساننا علينا، ولا سيّما إذا كنا في مواقع المسؤولية، أن يعيش كما يعيش الآخرون، وأن ينعم بالرعاية الكاملة والكرامة كما ينعم الآخرون، ويحظى بفرص العلم والتطور والنجاح كما يحظى الآخرون، فنحن لا ينقصنا المال ولا العقول ولا القدرات، ولا تنقصنا القيم الدافعة لذلك، ولكن ما ينقصنا هو التخطيط، والتحرر من الأنانيات والمصالح الضيقة، ومن الحسابات الشخصية والطائفية والمذهبية التي تقتات من واقعنا، ما ينقصنا هو الإرادة الصادقة في مواجهة الفساد الذي أدمناه، والذي يهدر الكثير من قدراتنا"، معتبرا أنَّ "المرحلة الراهنة بحاجة إلى تعميق اللقاء بكلّ تنوّعاته على مختلف المستويات وكل المواقع، لمواجهة الفتن التي يراد لها أن تعبث بواقعنا، وأن تدخل كلّ ساحاتنا، وأن تسقط كلّ مواقع القوة فينا، وأن تفقدنا كلّ ما جنيناه واكتسبناه، وهي لن تكون أبداً لحسابنا، ولن يكون فيها رابح، فالكل في الفتنة خاسر، وواهم من يظنّ أنه سيربح من خلالها".
وأكَّد فضل الله "القدرة على رد كيد سعاة الفتنة عندما نكون واعين، فلا نسمح لأحد بأن يتلاعب بنا عندما نستحضر قيمنا ومبادئنا الجامعة، وعندما نؤكد أن ما نلتقي عليه كبير، وهو أكثر مما نختلف عليه، عندما نخرج من استحضار كل أحقاد التاريخ الذي أدمنّاه وأحقاد الحاضر التي ننتجها، من خلال كلماتنا وأفعالنا وشعاراتنا التي نريدها أن تستفز مشاعر الآخر لا التي تحرك عقله، وعندما نتجاوز مصالحنا الضيقة، وعندما تكون لغة الحوار أقوى من لغة السلاح، والرفق أقوى من العنف، عندما لا نضيع الأهداف ونستبدل الأحباء والأعداء".