يقول الممثل ومقدّم البرامج المصري رامز جلال، إنه استوحى فكرة برنامجه الجديد "رامز بيلعب بالنار" الذي يعرض على قناة  "MBC1"، من تدريب شاهده بالصدفة على كيفية إخلاء فندق ما في حال حدوث حريق.

لكن تأثره يبدو واضحاً بطريقة داعش الهمجية في إحراق الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة، ويبدو أنه تلذذ بالمشهد وأعاده أكثر من مرة، الى أن لمعت في رأسه فكرة البرنامج السادية، بحسب ما ذكر مغردون في "تويتر" ينتقدون فكرة برنامجه.  

وتدور فكرة البرنامج حول استضافة فندق في الدار البيضاء أحد المشاهير لتكريمه واجراء حوار صحافي معه، ومن ثم تبدأ المغامرات بإشعال النار في الغرفة واصابة بعض الاشخاص بحروق، الى ان يتدخل رجل الاطفاء (رامز جلال) لاخلاء من في الغرفة فيتعرض الجميع لمواقف هستيرية وتفجيرات قبل الوصول الى سطح المبنى، حيث يعرف الضيف أنه ضحية مقلب.  

يبدأ جلال الحلقة بالصراخ، والحديث بصوت منفر ومقزز، بتعابير وجه شيطانية وعروق واضحة من شدة الانفعال.

مقدمة ضوضائية تعد بكثير من "الأكشن" السادي. ومن ثم يبدأ بتعليقات ساخرة عن ضيفه تنم عن قلة احترام واستهبال في الوقت ذاته.

الجمل والعبارات التي يُرددها المقدّم تقلل كثيراً من قيمة الضيف الذي لا يسمعها. 

  يبدو أن جلال منذ مواسم ستة، يحاول السير بخطى ثابتة نحو الانحدار بما يقدّمه، فهل جذب الجمهور يتم باخافة الناس واصابتها بالذعر، أو حرقها وبكائها؟

يفعل جلال المستحيل ليدب الرعب في ضيفه، ولا يتوانى عن اغراقه بالماء أو حرقه أو تخويفه بكل أنواع السادية الممكنة.  

ممثل سخيف قرّر أن يكون الرقم واحد في السخافة ونجح في ذلك، حين لاقى الدعم المالي والانتاج اللازم. والسؤال الواجب طرحه هنا، بم تختلف أفعال جلال، عن أفعال داعش؟

فالأذى النفسي واحد. الأول يخيف ضحاياه ومن ثم يُكرمهم، فيما تخيف داعش ضحاياها وتنكل بهم لاحقاً. فعلان متشابهان من حيث التخطيط والتنفيذ، فيما لا يقتل جلال ضحاياه. 

  وصلت اللحظة التلفزيونية الى حد الاستهبال والاستخفاف بعقل المشاهد، علماً أن ما يقدمه جلال من استعباط سيكون له أثر ما على جيل من المشاهدين، فما يعني مثلاً أن يشاهد طفلاً هذه الحلقات ويتأثر بألعاب النار؟ 

  لم ينجح رامز جلال في برنامجه، ولن ينجح في المستقبل، ولنضرب بعرض الحائط كل الأرقام العالية لنسب المشاهدين وارتفاعها. كل ما يقوم على رعب المشاهد، والتأثر بأفعال داعش وأخواتها، لا يعوّل عليه.

هل يستطيع مثلاً جلال تحمّل هكذا مقلب في حال تعرّض له؟

  المفارقة هنا أن ابتعاد جلال عن التمثيل لم يكن صدفة، فهو ممثل فاشل في مصر، ولم يقدم أي فيلم عليه القيمة، ولم يشارك في أعمال ناجحة.

اقتصرت أدواره على شخصيات بسيطة لم تترك أثراً في عالم الأكشن أو الكوميديا.   من هنا كان التحول المهم في حياته، حين قرّر دخول عالم التلفزيون من باب المقالب، لكنه بدأ ممثلاً بدور لص ومن ثم تحول الى "مشروع مجرم" و"مشروع حارق" ومنتحل شخصيات، وساديّ يتلذذ بتعذيب الآخرين. 

  يشعر جلال أنه نجم فعلاً، لكنه لا يعرف أن كل من استضافهم يبغضونه ويكرهونه، فيما خلف الشاشة ملايين قد يتمنون ضربه، وهذا ما بدأ يظهر من تغريدات في "تويتر" وتعليقات في "فايسبوك"، وقد رفعت سيدة مصرية دعوى ضده قبل بدء عرض أولى حلقات البرنامج.   واذا اردنا الحديث عن مصداقية المقالب، نلاحظ أن كثيراً منها مركّب وغير منطقي، فهل يعقل مثلاً أن تكون ردة فعل راغب علامة (ضيف الحلقة الأولى) هادئة الى درجة مبالغ فيها؟ وحين علم بخضوعه للمقلب، هجم بكل نعومة على جلال بدلاً من سحقه. 

  لا أحد ينكر رهبة الكاميرا، ومعلوم أن غالبية من نراهم أمامها يتصنعون ويبالغون، لكن مقلب الحريق واضرام النار ببعض الضيوف أحياناً يفقد الأعصاب.

فهل كل الضيوف أسرى رهبة الكاميرا؟  

رامز جلال الهارب من السينما واغواءاتها، وقع في فخ التلفزيون وسخافاته، لا بل زاده سخافة مع سابق اصرار وتصميم. برنامج سادي يتلذذ بتعذيب ضيوفه - الضحايا، علماً أن هذا النوع من البرامج يلقى اقبالاً كبيراً في الغرب، لكنه يقوم على المقلب الذكي والمُركّب بطريقة ابداعية، لا على اخافة الناس وترهيبهم وهنا الفرق. 

  وتناولت بعض الأخبار، الأجور التي تلقاها بعض النجوم والمشاهير الذين وقعوا ضحايا في البرنامج، تراوحت بين 19900 دولار، و150 الف دولار ذهبت للنجم ستيفن سيغال و100 الف للممثل العالمي أنطونيو بانديراس. 

  لا نعلم الى متى سيستمر في تهريجه رامز جلال وثرثرته التي لا تنتهي، لكن ما بتنا أكيدين منه، أن رمضان من دونك أجمل وألذ أيها السادي.

المدن