جددت المملكة العربية السعودية تأكيد موقفها البناء حيال الأمم المتحدة ونفيها ممارسة أي ضغوط على الأمين العام بان كي مون أو التهديد بقطع التمويل عن وكالات الأمم المتحدة في سياق طلبها حذف إسم التحالف الذي تقوده في اليمن من التقرير المعني بالانتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة.

في هذا الوقت تجددت أمس المعارك بين القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية وميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في جبهات تعز والضالع وحجة ونهم ومأرب والجوف، في وقت أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن تقدم المشاورات الجارية في الكويت «مرهون بالتنازلات المقدمة من الأطراف المعنية».

وجاء النفي السعودي على لسان السفير في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي الذي رد على تصريح أدلى به بان أمس قال فيه إنه تعرض الى «ضغوط مفرطة» لحذف التحالف من التقرير كما أُبلغ بأن دولاً «ستوقف تمويل العديد من برامج الأمم المتحدة”.

وأوضح أنه سيراجع آليات إدراج أسماء الدول في التقارير ملمحاً الى إمكانية الاستغناء عن ذكر لائحة بهذه الأسماء مع الاكتفاء «بذكر الوقائع والحقائق كما هي».

وأكد المعلمي في مؤتمر صحافي عقده رداً على بان، نفي المملكة القاطع ممارسة أي تهديد من جانب السعودية بقطع التمويل عن وكالات الأمم المتحدة. وقال إن استخدام التهديد «ليس من طريقتنا وأسلوبنا وثقافتنا، ولدينا الاحترام الأكبر للأمم المتحدة والأمين العام نفسه، وليس من طبعنا أن نستخدم التهديد» معه، معتبراً التقارير التي صدرت في هذا الإطار «اصطياداً في الماء العكر».

وأكد المعلمي أن المملكة طالبت الأمانة العامة بتحديد الوقائع عملاً بالإجراء المتبع في الأمم المتحدة الذي يقضي بالتشاور مع الدول قبل إيراد أسمائها في التقارير التي تصدر عن المنظمة الدولية. وشدد على أن هذا الإجراء لم يطبق بالنسبة الى تقرير بان حول الأطفال في النزاعات المسلحة إذ لم يتم الاتصال بالمملكة أو التحالف أو الحكومة اليمنية لهذا الغرض. وقال «لهذا يجب الاشتباه بالمعلومات التي تضمنها التقرير، ولهذا توصلنا الى اتفاق مع الأمانة العامة بنزع الإسم من اللائحة، وهو ما نعتبره تصويباً عادلاً». وقال إن إزالة إسم التحالف «هو حماية لصدقية الأمم المتحدة».

وشدد المعلمي أن المملكة لم تهدد بقطع التمويل عن أي وكالة تابعة للأمم المتحدة «ونحن ملتزمون العمل مع الأمم المتحدة عن قرب، وهو ما فعلناه طيلة ٧٠ عاماً ولن نغيره». وقال إن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير «تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة وقال له ذلك». وأشار رداً على سؤال الى أنه يعتبر أن بان كي مون هو «رجل دولة ذو خبرة ومر بالعديد من الأزمات ولا أعتبر أنه يمكن أن يصف اتصالاً هاتفياً من وزير خارجيتنا بأنه ضغط مفرط».

وعما إذا كانت السعودية حصلت على ضمانات من الأمانة العامة بعدم إعادة إدراج اسم التحالف في التقرير لاحقاً، قال المعلمي «لا نحتاج الى الضمانات من الأمم المتحدة، ونحن مطمئنون الى الحقائق التي عندما ستظهر ستكون النتيجة نهائية وثابتة» بالإبقاء على حذف اسم التحالف من التقرير. وأكد أن المملكة ستتبادل المعلومات حول حقيقة الوضع في اليمن مع الأمم المتحدة «بهدف التوصل الى نتائج واستخلاصات تثبت الحقائق».

وفي الكويت أفادت مصادر مطلعة على سير المشاورات بأن المبعوث الأممي «يستعد في الأيام المقبلة ليطرح على الفريقين المتفاوضين مسودة اتفاق مبدئي مدعومة من الدول الـ 18 تتضمن الحد الأدنى من القضايا التي توافق عليها الطرفان خلال أكثر من 50 يوماً من المشاورات.

ميدانياً، شنت الميليشيات الحوثية مدعومة من قوات صالح هجمات متتالية على مواقع عسكرية ومدنية في محافظة تعز جنوب غربي اليمن. وقال مصدر في المقاومة لـ «الحياة» إن قصفاً مدفعياً من جماعة الحوثي وصالح طاول منطقة البرادة القريبة من مصنع اسمنت البرح، حتى وصل إلى قرى «حمير مقبنة» غرب تعز. وأضاف المصدر أن قصفاً بمدفع الهاوزر من جماعة الحوثي المتمركزة في منطقة الحجرين شمال المدينة استهدف قرية المرزح صبر الى الجنوب.

في غضون ذلك فاقمت ميليشيات الحوثي وصالح معاناة سكان المحافظة خلال شهر رمضان، باستمرار حصارها مداخل المدينة، ومنعها من دخول المواد الغذائية والطبية، فيما تواصل قصفها العشوائي الذي يستهدف الأحياء والمناطق السكنية منذ أيام من دون توقف.

إلى ذلك، قصفت مقاتلات التحالف العربي مساء أمس موقعاً للميليشيات في مديرية القبيطة بلحج. وقال شهود عيان إن الطيران قصف تجمعاً لعناصر الميليشيات في مدرسة النصر الشعبية بمنطقة الكعبين قبيطة، التي استولت عليها الميليشيات قبل 3 أيام.