بعد سبعة أيام على نهاية الانتخابات البلدية في محطتها الأخيرة في الشمال وتحديدا في طرابلس ما زال التركيز مستمرا على نتائج فوز لائحة الوزير أشرف ريفي في عاصمة الشمال من زاوية العلاقات بينه وبين تيار "المستقبل". عدم تجاهل هذا الجانب من النتائج لا يعني في المقابل تجاهل تأثيرها في "حزب الله" الذي ما زال يتصرّف الى اليوم كأنه مثل كثيرين فوجئوا بانتصار ريفي منفردا على التحالف العريض المنافس له. وهو يحاول حتى اللحظة دخول هذا الواقع الجديد من نافذة غياب التمثيل العلوي عن المجلس البلدي الجديد.

بدأ اللواء ريفي معركته بشعار "إن النظام السوري المؤيد لدويلة "حزب الله" أصبح في مرحلة موت سريري وسيسقط" وختمها بعد الفوز بشعار"لن نقبل بأن يسيطر على المجلس البلدي شركاء حزب الله وحلفاء النظام السوري الذين فجّروا مساجد طرابلس". وليس خافيا على أحد أن انتصار طرابلس ما كان ليتحقق بغير شعارين كهذين.
قدرة رد "حزب الله" على ريفي تتسع لعناوين عدة أبرزها العنوان الأمني من خلال تركيز وسائل إعلامه على ما تصفه بعودة خلايا "داعش" الى العمل في الشمال، وصولا الى التهديد بإعادة تحريك خلايا الفتنة على خط التماس العلوي-السني في طرابلس على ما جاء في مقال خاص على موقع "العهد" الإخباري التابع للحزب: "(...) الطرابلسيون، المصدومون بنتائج الانتخابات، فإما "شامت" بما حصل مع الحريري، او"متخّوف" من صعود نجم "اللواء" مجددًا ما يعني حسب اعتقادهم عودة جولة العنف الـ21 على محاور القتال التقليدية في طرابلس".
حتى اليوم يفضل "حزب الله" أن تكون مشكلة ريفي مع "المستقبل"، وهذا ما فعلت صحيفة "كيهان" الإيرانية التي أبرزت مقالا من صحيفة لبنانية موالية لطهران حمل عنوان "ريفي كسر ظهر الحريري: ولىّ زمن الانتصارات". لكن ما قبل انتخابات بلدية طرابلس ليس كمرحلة ما بعدها. ففي لقاء مصارحة انعقد قبل أيام بين شخصية بارزة في قوى 14 آذار وبين وزير العدل قال الأخير إن ما يطلبه من الرئيس سعد الحريري هو التعامل معه بـ"كرامة"، مسقطا بذلك كل ما يتردد عن طموحات شخصية لريفي، وهو الذي أكد ولا يزال أن بوصلته هي الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما أطلقه استشهاده من مسار سياسي ما زال المَعلم البارز لثورة الأرز عام 2005. قبل أيام انعقدت جولة جديدة من الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" . ولا يزال "المستقبل" يرى في الحوار درءا للفتنة الشيعية –السنيّة ، حين يرى "حزب الله" فيه صونا لثلاثة مكاسب: إبقاء سلاحه خارج المساءلة وعدم عرقلة حساباته الإيرانية في إدارة الملف اللبناني، لاسيما ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتجنيبه المساءلة حول تورطه في سوريا. في المقابل هناك في "المستقبل" من يرى أن تكون ترجمة انتصار طرابلس عودة ريفي الى الحكومة ليكرّس هزيمة "حزب الله" سياسيا.

 

النهار: أحمد عياش