أعلن الوزير السابق جان عبيد أن "سببا قاهرا حال دون تلبيتي عشاء السفير السعودية علي عواض العسيري، لكنني تمعنت في قراءة كلمته إلى القيادات اللبنانية المختلفة المتحلقة حول مائدته".

  وأشار إلى أنه "في خطبة السفير من بابها الى محرابها، تعبيرا عاطفيا عاقلا حريصا عن محبة لبنان وقياداته ومصلحته، ودعوة الى الحرص والصدق والحدب على هذا الوطن الحبيب، وعلى من يسوس أموره ويدير شؤونه، وفي فقراتها بل في كل جوانبها، تبدى ان الكلمة تتميز عما يمارسه العديد من الساسة وأولي الشأن تجاه بعضهم وتجاه وطنهم".

  واعتبر "انه لمن اللافت ان يتمكن هذا الرجل المحب للبنان بهذا القدر والكياسة، من ان يؤلف بين من التقوا في رحاب منزله، ولا يتمكن العديد من هؤلاء ان يلبوا نداء الوطن والضمير والمصير، ويبادروا الى التضامن والتوافق والتلاقي والتحابب والتعاقد من أجل لبنان ومصلحته وسياسته ورئاسته".

  وأشار إلى "ان خطاب السفير العسيري ليس نداء فحسب الى اللبنانيين ومسؤوليهم، انه مهماز لضمائرهم وقدوة لمسؤوليتهم واستنفار لوجدانهم من الاعماق من قبل السفير، عسى ان لا تذهب روح هذا الكلام وتفاعلاته ومستلزماته ومتوجباته مع الريح"، مشيرا إلى ان "هذه ليست مسؤولية السفير، بل واجب قيادات لبنان ومسؤوليه ووجدان ولاة أمره وأهله ورسالته".

  ورأى أنه "كانت رسالة لبنان دوما وطموح المقتدرين الطامحين فيه تجسيد الإخاء والجمع بين المسيحيين والمسلمين في لبنان، وبين العرب والعرب والمسلمين والمسلمين، بل بين الاسلام والمسيحية، وأهل الإيمان والأديان في رحاب الدنيا".