قال رئيس "حركة التغيير" المحامي ايلي محفوض: "اولادنا يسألون أسئلة كبيرة ولم يعد بامكاننا ان نخبىء، بل بتنا ملزمين قول الحقيقة حتى ولو كانت صعبة. اولادنا يسألون ماذا فعلتم بلبنان؟ اولادنا بات الكون ضيعة صغيرة بين إيديهم، يرون ويسمعون، ويقارنون بين بلدهم ودول العالم. الجمهورية اللبنانية التي من المفترض اننا مؤتمنون عليها، ورثناها عن اجدادنا جمهورية يرفع الرأس بها. اولادنا يسألون: ماذا فعلتم بالجمهورية، ولماذا اصبح حالنا هكذا؟ الزمن الذي كنا نقنع فيه انفسنا بان الجمهورية بالف خير، وبالتالي نضحك على اولادنا انتهى، فلا نستطيع ان نغطي مثل هذا الكلام".

محفوض، وبمناسبة الذكرى 31 لتأسيس الحركة، أضاف: "نحن الفينيقيون. نحن بعلبك والمجد.. نحن قدموس وتور وإليسا.. نحن صيدا جبيل وصور.. نحن الحرف وسعيد عقل وجبران.. نحن من نمارس رياضة التزلج والسباحة في آن .. نحن الرحابنة وفيروز ووديع." جيد هذا عظيم، لكن لا نستطيع ان نستمر على أمجاد الماضي ونتحسر عليه وننقله الى أولادنا. وهنا نسأل: هل أنتم راضون عن وضع لبنان؟ فالجمهورية تعيش منذ زمن بعدم استقرار.. فلا استقرار امنيا ولا استقرار اقتصاديا، والشعب بات محروما من كل شيء بالتطور والتقدم والازدهار، اذا نحنا اليوم في جمهورية غريبة عنا. جمهورية لا تشبه تاريخنا ولا عراقة الحضارة اللبنانية. ونحن اليوم كذاك الفلاح الذي اشفق على افعى كانت على شفير الموت من جراء البرد والجليد، فحملها وادفأها واطعمها وادخلها الى بيته، عندما عادت لها الحياة أول ما فعلته انقضت على فلاح وقتلته. هل يعقل ان الامور وصلت الى هذا الحد، أقصى طموحنا ان يبقى اولادنا في لبنان في هذه الأرض".

وتابع: "عندما تقرر هذه الجماعة اجراء انتخابات علينا ان نقبل وعندما تقاطع انتخاب الرئيس فنحن غصبا عنا ننتظر، ولا يجوز ان نعترض او نسأل لماذا تعطلون الدولة. صحيح اننا ورثنا وطنا لكن ايضا ورثنا الكرامة والشموخ. خوفي اليوم ان نسلم الى اولادنا وطنا مشلعا مكسرا حزينا. وطنا منقسما ومقسوما. وطنا اصبحت لغة التعطيل مبدأ. انهم يعطلون كل شيء واذا اعترضنا يقولون هذا حقنا الدستوري. عن اي حق يتكلمون في حين انه منذ سنتين كان يفترض ان ينتخبوا الرئيس. واذا اعترضنا يقولون "ستين سنة عليكم وعلى هذا الوطن إذا الزعيم لا يجلس على كرسي". 

وقال: "تسمعون اننا نريد رئيسا قويا لكن هل سأل احدكم ما معنى الرئيس القوي؟رئيس قوي بأخلاقه بتصرفاته، رئيس قوي يعني رئيسا يعرف. رئيس يدير الدولة وما يدار. رئيس يخيف بالقانون والدستور وليس رئيسا يخاف. رئيس يعرف ان يفاوض ويوحد ويجمع اللبنانيين. رئيس قوي يعني ان لديه بعد نظر ورؤية، رئيس قوي يعني انه شخص لم نسمع عنه يوما انه حنى رأسه للوصول الى اي شخص كائنا من كان. رئيس قوي ليس لديه مصالح خاصة له او لعائلته او لاقاربه او اصهرته. الرئيس القوي هو الذي يقود ولا يقاد. والأهم الرئيس القوي هو الذي يستطيع اعادة الثقة بالجمهورية والذي يعيد لبنان الى خريطة الاهتمام ويقيم للجمهورية حضورها عربيا ودوليا. نريد رئيسا لا يسمح لاحد ان يقتل أحلامنا وأحلام ولادنا، رئيسا نشعر معه أن لبنان وطن قابل للعيش والاستمرار. رئيس قوي يعني وجود المؤسسات الى جانبه ويؤمن ان هذه المؤسسات راعية وحامية وعلى رأسها المؤسسات الأمنية والعسكرية. نريد رئيسا قويا يعني اننا نريد استعادة المؤسسات وأهمها مؤسسات التفتيش والرقابة".

وسأل: كيف يحصل التغيير؟ علينا ان نبدأ بأنفسنا، علينا الا ننحني كي لا "يعربش" احد على ظهرنا، علينا الوقوف وقفة لبنانية فلا نسمح لاحد ان "يركب" على ظهرنا. وجميعنا يعلم ان لا احد "يطلع" على ظهرنا الا اذا قبلنا ان ننحني و"نوطي" رؤوسنا. لا يوهمكم احد إن الديمقراطية هي استفتاء للأغلبية، فتذكروا جيدا لو على سبيل المثال لو تم استفتاء الأميركيين لكان "السود" ما زالوا حتى اليوم عبيدا".

وختم محفوض: "للمسيحيين نقول: أبقوا عيونكم شاخصة نحو الأرزة وأبقوا فوق الى جانب الأرز، فلا تستصغروا طموحكم حتى لا يصغر حضوركم، لا تتلهون بإرجاع موظف من هنا أو مدير من هناك. وللمسلمين نقول: ضعوا نصب أعينكم لبنان وفقط لبنان وليكن بالنسبة لكم لبنان أولا وأخيرا".

الوكالة الوطنية للاعلام