تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في السابع والعشرين من شهر نيسان الفائت، رسالة شكر من الرئيس الفرنسي السيد فرنسوا هولاند بعد لقائهما الاخير في بيروت، وجاء فيها:

"إثر عودتي الى باريس، أحرص على شكركم على الوقت الذي منحتمونا اياه وعلى الأحاديث القيمة التي تبادلناها سوية خلال زيارتي الى لبنان. ان لقائي بكم وبالمسؤولين الروحيين لمختلف الجماعات اتاح لي من جديد تقييم النموذج اللبناني التعددي والمنفتح. انا احيي التزامكم في خدمة هذا المثال الفريد من العيش المشترك الذي هو ايضا رسالة تسامح وسلام للعالم اجمع.

اني اشارككم قلقكم ودعوتكم لإنتخاب رئيس للجمهورية بصورة سريعة من اجل تفعيل عمل المؤسسات من جديد واستمرارية هذا النموذج. ان فرنسا ستتابع بذل الجهود الى جانب الأفرقاء المعنيين لمساعدة اللبنانيين على ايجاد حل للأزمة السياسية والمؤسساتية بأسرع ما يمكن. وسنتابع حث الأسرة الدولية على العمل بهذا الإتجاه.

وبصفتكم الممثل الأبرز للجماعة المارونية فانتم اذا في الموقع المتقدم لمحاربة الأصولية وحماية الأقليات في منطقة ممزقة. ان فرنسا تشعر في العمق بوضع مسيحيي الشرق المأساوي ليس للسبب التاريخي وحسب وانما ايضا باسم القيم العالمية للحرية والتسامح التي تلتزم بها. وانا احرص على التعبير لكم عن ارادتي للقيام بكل شيء لكي يبقى المسيحيون في بلدانهم وان يكونوا ممثلين بشكل صحيح وان يشاركوا في الحياة العامة. علينا جميعا ان نرفع معا هذا التحدي الكبير.

تأكدوا من ان فرنسا ستبقى وفية لتاريخها والتزاماتها. وهي ستتابع العمل لإزدهار لبنان في سيادته وتعدديته وانفتاحه، هو الذي تربطها به علاقة متينة، ولحماية التعددية التي تشكل غنى الشرق الاوسط. تفضلوا بقبول فائق احترامي فرنسوا هولاند".