ذكرت مصادر دبلوماسية أوروبية، أن اجتماع فيينا سيكون "فاصلاً"، فإما إعادة المسار التفاوضي الذي تقوده الأمم المتحدة على "سكة جنيف"، وإما اشتعال الوضع على جميع الجبهات ونسف المسار التفاوضي.

ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الجمعة، قالت المصادر "إن الصعوبة تتمثل في توفير الذرائع المفهومة والجدية لعودة مثل هذه، علماً بأن العواصم الغربية لم تكن مرتاحة لـ"تعليق" وفد الهيئة مشاركته في ثالثة جولات المحادثات".

وتم التعليق عقب قدوم منسق الهيئة رياض حجاب إلى جنيف، وذلك بسبب التصعيد الميداني الذي قامت به قوات النظام وحلفاؤها، مستغلة ستار الهدنة، كما استمرت في عرقلة إيصال المساعدات الغذائية إلى المناطق المحاصرة، فيما بقي ملف المفقودين مجمداً.

وفي جنيف، داوم وفد النظام على العرقلة والمماطلة، ولما اقترب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا من موضوع الانتقال السياسي، انفجر الوضع ميدانياً.

وفي السياق، قالت المصادر إنه "من الحيوي أن يخرج اجتماع فيينا لمجموعة الدعم لسوريا في السابع عشر من أيار الجاري، بنتائج تكون كافية لتبرير عودة المعارضة إلى جنيف وتوفر لرياض حجاب الحجج الكافية للإبقاء على وحدة الهيئة وضمان بقاء الفصائل المقاتلة داخلها".

وبحسب المصادر الأوروبية، سيكون اجتماع فيينا "فاصلاً"، فهو قد يمكن من إعادة المسار التفاوضي الذي تقوده الأمم المتحدة على "سكة جنيف"، إذا "نجح الطرفان الأميركي والروسي بتنفيذ ما ورد في بيانهما الاثنين الماضي"، الذي يلتزمان فيه بمضاعفة الجهود لفرض احترام هدنة حقيقية.

وأضافت أنه "إذا لم يتم تحقيق تقدم حتى أواخر الصيف المقبل، فإن الجانب الأميركي سيكون غارقاً في الانتخابات الرئاسية، ولا يمكن استبعاد أن يستغل النظام وحلفاؤه فترة الجمود الدبلوماسي والسياسي لفرض واقع ميداني جديد، وربما السعي لحسم الوضع عسكرياً إذا استطاعوا".

ومقابل ذلك، تعد المصادر أن الأطراف الداعمة للمعارضة قد تعمل إلى تعطيل خطط النظام وحلفائه عن طريق تزويدها بالدعم المادي والعسكري لتمكينها من الصمود، وإبقاء أوراق تفاوضية بيدها، مشيرةً إلى أن "واشنطن لن تكون مؤهلة لمنعها من إيصال الأسلحة والمعدات التي تحتاجها".

وكانت مصادر عسكرية في وفد الهيئة العليا المفاوض في جنيف قد شكت من ندرة وصول المعدات والأسلحة منذ بدء جولة المحادثات الأولى بفعل الضغوط الأميركية.

ومن جهة أخر، أفادت المصادر من إنه يتعين التزام جانب "الحذر" في التعاطي مع الطرف الروسي والتمييز بين التصريحات المتفائلة والمطمئنة وأدائه ميدانياً وعملياً، لكنها ترى أن ما حصل في مجلس الأمن الدولي الأربعاء، حيث فشلت موسكو في تمرير وضع تنظيمي "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" على لائحة المنظمات الإرهابية، دليلاً على عجزها عن فرض إرادتها على جميع الأطراف المحلية والدولية.

وبحسب الصحيفة، ليس معلوماً سلفاً إن كانت موسكو ستربط تعاونها في فيينا بتحقيق هذه المطالب، أما إذا فعلت، فلا شك أن اجتماع فيينا سيكون بمواجهة مصاعب كبيرة.

(24)