بعد غياب لنحو شهرين بسبب وضع مولودتها الثانية ورد، عادت الإعلامية اللبنانية ديما صادق لمزاولة نشاطها الإعلامي، سواءٌ عبر نشرة الأخبار الرئيسة لشاشة الـ LBCI أو من خلال إطلالاتها الصباحية كمحاورة سياسية ضمن برنامج "نهاركم سعيد" على الشاشة نفسها، مستأنفةً في الوقت عينه نشاطها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحظى الإعلامية اللبنانية بنسبة متابعة عالية تنقسم أحياناً بين مؤيّد ومعارض لمواقفها الجريئة سواءٌ في السياسية أو غيرها من القضايا الانسانية.

فماذا تقول الإعلامية اللبنانية اليوم عن دعمها لمناهضة رهاب المثلية، ماذا عن موقفها من الانتخابات البلدية وكيف تصف أمومتها الثانية والسبب وراء حرصها على نيل طفلتها الجنسية الكندية؟تحظى ديما صادق بحضور خاص في المشهد الإعلامي سواء من خلال مقاربتها الحوارية الجريئة أو مواقفها التي لا تقل جرأة في موضوعات سياسية واجتماعية وإنسانية متنوّعة غالباً ما تكون جدليةً.

الإعلامية والمحاورة السياسية التي انقلبت على صورة مذيعة نشرة الأخبار التقليدية تستقطب الاهتمام على مستويّات عدّة شكلاً وأداءً ومواقف.  

تؤكّد ديما صادق أنّ التمرّد سمة رافقتها منذ الصغر، حيث تقول: "هناك أمور كثيرة تمرّدت عليها منذ أن كنت صغيرة جداً. وقد تمرّدت على أشياء مرتبطة بمحيطي حتى قبل أن أتمرّد على مستوى السياسة".

  ديما الليبرالية  

فلو كان عليها أن تختار مهنة غير الإعلام السياسي، تقرّ "لكنت اخترت مجالاً مرتبطاً بالشؤون الثقافية. فهناك جوانب في حياتي لا أحب كثيراً الحديث عنها ولكنها تسعدني، والثقافة تشدّني إليها وربما هذا ما كنت اخترته".  

ديما التي تدعم عبر صفحاتها الخاصّة ونشاطاتها الميدانية قضايا عدّة كمناهضة العنف والقتل والظلم والفساد، ترى أنّ القضايا التي من الممكن أن تتبنّاها اليوم على الصعيد المحلّي كثيرة، وتقول ردّاً على سؤال: "من الواضح جداً انني داعمة كبيرة للمجتمع المدني ومؤمنة به. وتحت هذا العنوان عناوين أخرى كثيرة مثل ملف النفايات والفساد السياسي وحقوق المرأة والزواج المدني والمساواة في المواطنة وغيرها من القضايا الليبرالية".  

وعن دعمها أخيراً لليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية والتحوّل الجنسي تقول: "دعمي يأتي في إطار رفضي لأيّ نوع من انواع التمييز وأنا دائماً ما أشارك في أيّ نشاط رفضاً للتمييز والتفرقة.

ورهاب المثلية ليس إلّا واحداً من أكبر أشكال التمييز اليوم الذي أتمنّى أن يتخلّص منه المجتمع اللبناني والعربي تدريجاً".

  نعم للحرّية الجنسية  

وعن إقدامها على دعم هذه القضية على رغم اعتبارها مثيرة للجدل في المجتمع اللبناني تقول: "هناك أمور جدلية كثيرة في الحياة ولكنّ الواجب واجب ومناهضة التمييز واجب ملح. عندما بدأ الحديث عن إلغاء التفرقة بين السود والبيض كان الأمر مثيراً للجدل في البداية فهل هذا يجعله غير محق؟ أنا مع دعم قيمة الإنسان كإنسان وإعلائها فوق أيّ قيمة أخرى.  

فهل يمكن تخيّل العالم من دون إلتون جون أو الموضة من دون فرساتشي؟ ما دخل الهوية الجنسية برأينا بهذا الشخص أو ذلك. الهوية الجنسية خيار شخصي شديد الخصوصية ولا أرى أيّ صلة له بتقييم الإنسان أو تأثيره في المجتمع".  

أرفض الطبقة السياسية   أما عن دعمها للائحة بيروت مدينتي في الانتخابات البلدية الأخيرة فتقول: "فارق الأصوات الضئيل بينها وبين اللائحة التي فازت يشكّل دلالة كبيرة على أهمية ما حصل على صعيد العاصمة... هذه ليست المرّة الأولى التي آخذ فيها موقفاً مماثلاً من الطبقة السياسية وهذا أمر لا أخفيه بتاتاً.  

عام 2014 عندما تمّ تاجيل الانتخابات النيابية وفي ظلّ استمرار أزمة العسكريين المخطوفين لدى داعش والنصرة أخذت حينها موقفاً ورفضت استقبال السياسيين. عام 2015 كنت داعمة بشكل واضح للحراك المدني الذي حصل واليوم أدعم بيروت مدينتي".  

وعما إذا كان ذلك يؤثر على حيادها كإعلامية تجيب: "هذا يتقرّر من خلال أدائي الإعلامي ومحاورتي لضيوفي ولكن أنا كمواطنة لديّ الحق بإبداء الرأي بعد كلّ ما جرى في البلد الذي غرق في النفايات وأزمات اقتصادية وسياحية وسياسية غير مسبوقة وفراغ رئاسي مستمرّ منذ عامين. ومن هنا هاجسي كمواطنة وإعلامية برفض هذه الطبقة السياسية"!

  هذا ليس اتهاماً لأردّ عليه

  ديما التي ترى أنّ الإعلام التقليدي يواجه أزمة حقيقة في ظلّ ما يشهده العالم من طفرة على صعيد السوشال ميديا تعتبر أنّ "الإعلام السياسي مهمّته محاورة السياسيين وليس الترويج لهم. الإعلامي ليس فقط في لبنان وإنما بشكل عام لا يجب أن يكون بوقاً للسلطة وإنما عليه أن يسائل ويطرح الأسئلة التي تخدم المواطن بالدرجة الأولى".  

أما على صعيد المواطنة وقرارها بأن تلد ابنتها الثانية ورد أخيراً في كندا فتقول: «هذا ليس اتهاماً لأردّ عليه. لديّ إقامة كندية أنا وعائلتي وهذا جعلنا نفكّر بإعطاء الجنسية مباشرة لورد بدلاً من أن تنتظر عامين. جواز السفر البديل ليس وطناً بديلاً.  

لن أتحدّث في التنظير والشِعر ولكنّ الحقيقة المؤلمة أنّ جواز السفر اللبناني يضع علينا قيوداً معيّنة في حياتنا للأسف الشديد.

فالدولة لا تؤمّن الحدّ الأدنى من الخدمات والحقوق التي من المفترض على أيّ دولة في العالم ان توفّرها لمواطنيها وبالتالي "مش خطيّة أو جريمة" أن يفكّر الفرد باستقراره أو أمانه ومستقبل أولاده".

  "صحّة مش ريجيم"...  

وعن نشر الإعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان خبر ولادة طفلة ديما مرفقاً بصورة للطفلة تقول: "هي فعلت ذلك من محبتها الكبيرة. ووجدت فجأة أنّ صورة ورد يتناقلونها بشك كبير على مواقع التواصل.

بولا لديها حضور على السوشال ميديا يهزّ بلداً بحاله. وطبيعي أنني كأيّ أم لم أكن أرغب بنشر صورة الطفلة مباشرة بعد ولادتها ولكنّ بولا تحمّست وقامت بذلك على قدر محبتها الكبيرة".

  أما عن الصدمة الإيجابية التي أحدثتها لدى المتابعين بعد استعادتها لرشاقتها التامّة في فترة قياسية فتقول: "هذه طبيعة جسمي لست مهووسة رشاقة ورياضة ولكنني أتخذت قراراً منذ نحو 10 أشهر بان أنتقل إلى نظام غذاء صحّي وامتنع عن أكل الوجبات السريعة وغير الصحّية وبتُ أقرأ كثيراً عن التغذية وأهميتها في صحّة الطفل وجسد الأم والحقيقة أنّ مَن يسلك هذا الاتجاه ويطّلع بشكل وثيق على الدراسات وما يُكتب لا يعود باستطاعته أن يرجع إلى نظام أكل غير صحّي فيصبح واعياً تماماً لنوعية السموم التي قد تدخل جسمه وبالتالي رفضها تماماً. فالأمر كان نظاماً صحّياً أكثر مما هو حمية صارمة لإنقاص الوزن".

  ديما السعيدة بأمومتها تعتبر أنّ الأمومة الثانية لا تقلّ اندفاعاً في المشاعر وحبّاً عن الأمومة الأولى معترفةً: "ما أكثرني حظاً وسعادةً ان يكون في حياتي ورد وياسمين"، في إشارة إلى ابنتيها ياسمينا وورد اللتين تعتبرهما النعمة الأجمل والأكثر غلاوة في حياتها.

الجمهورية