حين يُحكى عن النموذج اللبناني في الحرب، تُذكر كلمة "اللبننة". حين نتحدث عن تجربة هشام حداد التلفزيونيّة، يجدر استخدام كلمة "السعدنة".

ليس السبب في ذلك السعدان الذي يحمله حداد بين يديه أثناء تقديم برنامجه "لهون وبس"، بل للأمر صلة بالمادّة التي يقدّمها وبالأسلوب البهلواني الذي يعتمده، حتى يكاد يصعب عليك التمييز، في "السعدنة"، بين الحامل والمحمول.  

جاءت انطلاقة هشام حداد في برنامج "لهون وبس" على الـ LBCI متعثّرة، خصوصاً بعد أن اتُّهم باستنساخ برنامج "هيدا حكي" لعادل كرم من جهة، وبالانقلاب على انتمائه الى التيّار الوطني الحر فكراً وممارسة من جهة أخرى، خصوصاً أنّه أطلق مواقف بهذا الخصوص عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

  من هنا، كان لا بدّ لصاحب "لول" وطرائفه البذيئة، في محاولة لرفع نسبة المشاهدة المتدنية، إلا أن يخترع "معركة" مع من يُفترض به أن ينافسهم.

جاءت المحاولة الأولى عبر دخوله في سجالات عبر "تويتر"، خصوصاً مع مخرج "هيدا حكي" ناصر فقيه. لم ينجح. فاعتمد أسلوباً لاذعاً أكثر في النقد، علّ وعسى.

لم ينجح أيضاً. بالتزامن، انطلق برنامج "منّا وجرّ" عبر شاشة الـ mtv، وهو نسخة عربيّة من برنامج أجنبي متخصّص بانتقاد ما يُعرض على الشاشات، فـ "استحلى" منه هشام حداد فقرة "رادار"، وهي أنجح فقرات البرنامج، وأخذ يقلّدها، ليصبح برنامجه مزيجاً من "هيدا حكي" و"منّا وجرّ".

ولأنّ الأخير نجح في رصد الكثير من الأخطاء التي تُرتكب على شاشة الـ LBCI، اختار حداد تحويل المعركة الى شخصيّة لاستدراج البرنامجَين، اللذين استنسخهما، الى "ساحة المعركة".  

ولكن، في هذه لم ينجح أيضاً إذ تجاهله الإثنان وحرماه هذه "المتعة" كي لا يتسلّق سلّم نسبة المشاهدة على "ظهرهما".

وظلّ هشام، مع سعدانه الأزرق، يرقص ويصرخ و... مطلقاً أغنية كرّس عبرها تميّز الـ mtv فقدّم خدمةً لها وإن تعمّد الإساءة.

  شارف الموسم الأول من برنامج "لهون وبسّ" على الانتهاء، واستنزف هشام حداد أسلحته كلّها، من النسخ الى التقليد الى اصطناع ضحكات مسجّلة للجمهور الى السخرية وحتى التحامل على الآخرين. لعلّه انشغل هذا الموسم بأمورٍ كثيرة بينما المطلوب واحد: تحسين الـ Quality!

ليبانون ديبايت