أظهرت دراسة جديدة أن ممارسة تمارين معينة تساعد مرضى السكري قليلي الحركة على السيطرة على المرض قبل تفاقمه.

وتقول الدراسة التي أعدها باحثون أستراليون، إن المريض الذي يجلس أمام مكتب طوال اليوم يستطيع التحكم بالمرض من خلال النهوض كل نصف ساعة وإجراء تمارين المشي ورفع الساقين وجلوس القرفصاء لدقائق معدودة، وفق ما أوردت وكالة «رويترز» أمس.

واختبرت الدراسة 24 مصابا بالسكري، يعانون زيادة الوزن أو البدانة، ويجلسون فترات طويلة أمام مكاتبهم.

وانخفضت لدى المصابين مستويات «الجلوكوز» و«الأنسولين» و«السي ببتايد» في الدم، وكلها عناصر يمكن أن ترتفع عندما لا تتم السيطرة على السكري على نحو جيد.

وتحدثت دراسات سابقة عن علاقة تجمع بين الخمول وزيادة خطر الإصابة بالسكري، لكن لم يكن يُعرف الكثير عن التمرينات القادرة على مواجهة بعض من الآثار السيئة للخمول.

ومن أجل الدراسة الحالية راقب الباحث بادي ديمبسي وزملاؤه علامات السكري في الدم بعد تجارب منفصلة لمدة ثلاثة أيام.

وتضمنت تلك الأيام، يوما عاديا بلا نشاط أو أياما أخرى قطع خلالها المشاركون جلوسهم كل 30 دقيقة، إما بالمشي لمدة ثلاث دقائق أو ممارسة تمارين المقاومة مثل جلوس القرفصاء ورفع الساقين.

بدورها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أخيرا، أن عدد البالغين المصابين بمرض السكري زاد أربعة أمثال على مستوى العالم في أقل من 40 عاما، وبلغ 422 مليون شخص، وهو ما جعل المرض يتحول سريعا إلى مشكلة كبرى في الدول الفقيرة.

وقال الباحثون في أكبر دراسة من نوعها عن السكري: إن ارتفاع عدد المسنين بين السكان، ومستويات السمنة في العالم، جعل من مرض السكري «قضية محورية بالنسبة للصحة العامة على مستوى العالم».

والنوع الثاني من السكري حالة مرضية طويلة الأجل، تتسم بمقاومة الأنسولين. ويمكن للمرضى السيطرة على السكري من خلال التحكم فيما يأكلون، لكن المرض يستمر معهم على الأرجح مدى الحياة، ويعد سببا رئيسيا في الإصابة بالعمى والفشل الكلوي والأزمات القلبية والجلطات وعمليات بتر الأطراف.

وقال ماجد عزتي، الأستاذ بجامعة كوليدج لندن، الذي قاد بحث منظمة الصحة العالمية: إن «السمنة أهم عامل خطر للنوع الثاني من السكري ومحاولاتنا للسيطرة على المعدلات المرتفعة للسمنة لم تحقق نجاحا حتى الآن».

ونشر التقرير، الأربعاء، في دورية لانسيت الطبية قبل يوم الصحة العالمي الذي تحتفل به الأمم المتحدة الخميس السابع من أبريل. واستخدمت الدراسة بيانات 4.4 مليون بالغ في مناطق مختلفة من العالم لتقييم مدى انتشار السكري المرتبط بتقدم العمر في 200 دولة.

وخلص التقرير إلى أنه في الفترة من عام 1980 إلى عام 2014 أصبح السكري شائعا بين الرجال أكثر من النساء، وأن معدلات المرض ارتفعت بشكل ملموس في الدول ذات الدخل المحدود والمتوسط، ومنها الصين والهند وإندونيسيا وباكستان ومصر والمكسيك.

وقالت مارجريت تشان، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن هذه النتائج تظهر حاجة ملحة للتعامل مع طرق تناول الطعام غير الصحية وأسلوب الحياة في شتى أنحاء العالم.

وقالت في بيان بمقر منظمة الصحة العالمية في جنيف: «إذا كنا نريد أن نحقق أي تقدم لوقف تزايد أعداد السكري فعلينا أن نعيد النظر في أسلوب حياتنا اليومي. أن نأكل ما هو صحي وأن نمارس النشاط البدني وأن نتفادى الوزن الزائد».

 

الرياض