ولعانة الأمور في "Lip Sync Battle" لدرجة أنّ البرنامج يكاد أن يحترق من الفوضى غير المضبوطة على المسرح، والتي تحتاج إلى شرطي سير ينظّمها، ولا تعرف المقدّمة دولي العياش كيف تلعب هذا الدور، خصوصاً مع مخالفات طارق أبو جودة الذي يظنّ نفسه مايسترو الحلقة أو ملحّنها، لكنّ وتره ينقطع مع كلّ نقرة.

  وما أن تبدأ شارة الحلقة، حتى تضيع معها الطاسة ويفتح كلّ شخص موجود على المسرح فقرة خاصة به، يجعل منها مكوكاً فضائياً يمتطيه إلى بلاد أحلامه التي لا تتحقّق، والأغرب أنّ المشاهدين لم يفهموا، حتى تاريخ كتابة هذه السطور، ما هو البرنامج؟!   طيّب... البرنامج مأخوذ عن نسخة أميركية تحمل الإسم نفسه، وهذا أمر عادي في التلفزيون اللبناني، لكن ما ليس عادياً هو أن يتمّ عرض البرنامج بحالته الـ"Raw"، أي أن ليس لديه هوية معرّبة وليس منسوخاً بحذافيره، وأقرب شيء يشبهه هو حفلات الأطفال المكتظّة بالشخصيات الكرتونية (Personnages).

  ويكاد صوت دولي العياش يتفوّق على أصوات "ليليان" و"لونا" و"غنوى" وشانتال غويا في حفلات الكيرمس، وشريكها أبو جودة لا يلعب الدور المفترض منه بل الذي يفرضه بنشوته المتواصلة بالمجد والعظمة، ولا يحتاج سوى إلى منخار أحمر يؤكّد به دوره التهريجي، أو حتى اللادور...

  يدور البرنامج حول فكرة استضافة شخصيات فنيّة وإعلامية تتنافس في تقديم أغنيات عبر تحريك الشفاه وتقليد حركات صاحب الأغنية، وصاحب أفضل أداء يفوز بحزام المنافسة.  

ويكاد المشاهد يظنّ أنّ هناك وحلاً على المسرح يغرق فيه كلّ من يعتليه، سواء من فريق العمل أو الضيوف، ولا تشبه أصواتهم أو تمتماتهم إلّا استغاثات لإنهاء الفقرة والانتقال إلى ما بعدها حتى تنتهي الحلقة بأقلّ عدد من المشاهدين المعتكفين.  

ويحتاج البرنامج إلى "Fine Tuning" (ضبط) مهول على صعيد المكياج والملابس والكوريغرافيا وعلى مستوى المشتركين وأدائهم، وعلى طريقة تقديم الضيوف والفقرات عبر تعديل صوت دولي العياش (ببضعة ديسيبل) وضبط شطحات طارق أبو جودة، وتحديد مهمة الـ"دي دجاي رو" أكثر...

ولعلّ استقدام بعض المطربين الأحياء الذين يتمّ تقديم أغنياتهم كفيل برفع مستوى البرنامج، على غرار ما يحصل في النسخات الغربية.  

نحن في أمس الحاجة اليوم إلى مواد ترفيهية تنتشلنا ولو قليلاً من مناكفات السياسة واقتتال البرامج الحوارية والكوميدية، وكان لا بدّ أن يكون "Lip Sync Battle" البرنامج المنشود لولا دعساته الناقصة، فهل هناك أمل بقتل الملل؟  

    الجمهورية